(نشر أمريكا للإيدز والسرطان ولبس البنطلون).. أكاذيب تكشف التدليس الحوثي وداعشيته

الحوثي تحت المجهر - Saturday 13 March 2021 الساعة 08:34 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

على غرار ما كان يمارسه النظام الإمامي في اليمن من أكاذيب على الناس لتبرير أفعاله، يكرر زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي اليوم ذات الأسلوب والنهج بخطابات تتضمن مزاعم وافتراءات تعكس سطحية في التفكير، ومحاولة استغفال الناس بتبريرات لا علاقة لها بالواقع، ولا صلة لها بمتطلبات الحياة.

ومع أن مضامين خطاب الحوثي في ذكرى مصرع مؤسس المليشيات الحوثية، شقيقه حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل على أيدي قوات الجيش في سبتمبر 2004م عقب تمرده على سلطات الدولة، تزخر كلها بالمزاعم، والادعاءات، والأكاذيب، وتعكس عملية تضليل وتزييف عبثية غير مسبوقة، إلا أنه يمكن هنا ايراد نموذجين لكيفية التدليس الذي يمارسه زعيم المليشيات وبشكل يعكس سعيه لفرض عملية تجهيل ممنهجة على اتباعه وعلى أبناء المجتمع كلهم في مناطق سيطرة المليشيات.

أكذوبة نشر الأمريكيين لأمراض الإيدز والسرطان

 في خطابه الأخير ادعى زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي أن الأمريكيين، وفي إطار ما أسماه سيطرتهم على اليمن، عمدوا إلى (توزيع مواد غذائية وطبية ملوثة لنشر الأمراض كالإيدز والسرطان وفيروس الكبد)، مستدلا على ادعاءاته تلك بما قال إنه (تفاصيل تحدثت عنها بعض الصحف في حينها).

أحد الأطباء في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء –طلب التحفظ على اسمه خوفا من ملاحقة المليشيات له- علق على هذا الادعاء بالقول إنه يعكس سطحية تفكير زعيم الحوثيين والعقلية المتحجرة التي تم قولبتها وفقا لمفاهيم وأفكار ومعلومات مغلوطة ويراد أن يتم نقلها إلى الناس باعتبارها حقائق يجب التسليم بها وتصديقها والبناء عليها في اتخاذ مواقف.

ويضيف الطبيب لنيوزيمن: علميا وطبيا فإن طرق انتقال مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز معروفة لدى الأطباء، ومن أبرزها عملية الاتصال الجنسي، والانتقال عبر نقل الدم، ولا تنتقل مطلقا عبر عملية تناول المواد الغذائية حتى ولو كانت هذه الأغذية فاسدة أو ملوثة، فهي لا تنقل الإيدز وإنما تسبب أمراضا أخرى، ناهيك عن أن المواد الطبية لا تستخدم إلا وفقا لبرتوكولات صحية محددة قائمة على معايير السلامة الصحية، والتخزين السليم، والمواصفات الطبية، والتعقيم المستمر، مشيرا إلى أن اليمن تعد من أقل الدول التي تشهد انتشارا لمرض الإيدز مقارنة بعدد السكان.

ويتابع: إنه لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي يثبت أن مرض السرطان مرض معد ولا يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بين شخص سليم وآخر مصاب بما يتضمن اللمس واستنشاق نفس الهواء أو التقبيل أو مشاركة الطعام أو حتى ممارسة العلاقة الجنسية، وبالتالي فإن الادعاء بأن توزيع الأمريكيين لأغذية ملوثة بهدف نشر مرض السرطان يبدو كلاما سخيفا ومثيرا للسخرية من وجهة نظر طبية وعلمية.

ويضيف الطبيب في مستشفى الكويت: وفيما يخص مرض فيروس الكبد فيجب أن نشير إلى أن اليمن إحدى أبرز الدول التي يصاب سكانها بمرض فيروس الكبد، حيث تؤكد الدراسات أن 25% من سكان اليمن مصابون بفيروس الكبد B وذلك بسبب استخدام المبيدات المهربة على المزروعات وخاصة القات وتناوله وانتشار البلهارسيا، وبالتالي فلا علاقة للأغذية ولا للمواد الطبية بانتشار هذا المرض حتى وإن سلمنا جدلا بأن هذه الأغذية والمواد الطبية ملوثة.

ويختتم تصريحه بالقول: شخصيا ضحكت كثيرا حين قرأت مضامين خطاب الحوثي، خاصة فيما يخص مزاعم وقوف الأمريكان وراء نشر أمراض الإيدز والسرطان والكبد، ذلك أن هذه المزاعم يدحضها العلم والأبحاث والدراسات، وأعتقد أن زعيم الحوثيين حين يردد مثل هذه الدعاوى فهو يحاول إظهار نظام حكم مليشياته بأنه نظام أفضل ممن سبقه بدعوى رفضه للنفوذ الأمريكي، لكنه يكشف عن عقلية جاهلة، وفكر سطحي، وأسلوب سخيف، ويؤكد حقيقة أن مشروع مليشياته هو مشروع ماضوي متخلف لا يناسب المكان ولا الزمان.

المعركة ضد (البنطلون) تكشف عورة الحوثي

ممارسة المليشيات الحوثية للتدليس باتت سياسة يومية تظهر في مختلف مناحي الحياة، ولم يكن خطاب زعيمهم عبدالملك الحوثي الأخير بمضامينه سوى استكمال لصورة الجهل والتخلف الذي يحمله مشروع المليشيات للناس.

يزعم عبدالملك الحوثي في خطابه أن (الأمريكيين حاربوا حتى الزي اليمني وشجعوا الطلاب والنخب والسياسيين على ارتداء البنطال كي لا يضعوا الخنجر الذي كان مقلقا للأمريكيين).

وكانت هذه الفقرة من خطاب زعيم المليشيات هي أكثر ما أثار ردود فعل ساخرة على خطاب الحوثي، حيث اعتبر ساسة وإعلاميون ونشطاء تلك المزاعم بأنها تعكس مشروع التجهيل الحوثي الذي يراد أن يؤمن به الناس في مناطق سيطرة المليشيات.

وفي إشارة إلى ما يحمله كلام الحوثي من ماضوية علق الإعلامي والكاتب الصحفي نبيل الصوفي على ذلك بالقول: (الشمال يغرق بعيدا بعيدا جدا، يعود إلى زمن موغل في القدم وفكر مكتمل السطحية). 

من جانبه علق الناشط والقيادي السابق في حركة الحوثي علي البخيتي على كلام الحوثي بالتعبير عن (قلقه على صحة الحوثي العقلية)، مطالبا المبعوث الأممي إلى اليمن (لنقله للندن لتلقي العلاج، فهذا المدخل الوحيد للوصول إلى سلام في اليمن فاستعادة الرجل لعقله مسألة أمن قومي بالنسبة لنا) ،داعيا في الوقت نفسه جماعة الحوثي (لإطلاق سراح الرجل أو منعه من الخطابة لحين اكتمال وعيه وإدراكه مالذي يدور في هذا العصر) متسائلا: (كيف يمكن صناعة سلام مع جماعة قائدها بهذا المستوى من الوعي؟).

فيما علقت الإعلامية ميساء شجاع الدين على كلام الحوثي حول البنطال بالقول: ( بعيدا عن سطحية الكلام وسماجته، هناك أيضا تنميط مناطقي لليمنيين، ينم عن تعصب وجهل.. اليمنيون بالساحل وجزء كبير من حضرموت لا يعرفون لبس الخنجر في لبسهم التقليدي).

فيما يرى الطالب بقسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء سامي الحمادي أن كلام الحوثي حول البنطلون قد يكون مقدمة لتنفيذ مليشياته معركة ضد كل من يلبس البنطلون وسعيا منها لتعميم ما تعتبره زيا رسميا لليمنيين على جميع سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك ضمن أجندتها التي بدأت تنفذها فيما يخص محاربة الاختلاط، وفصل الرجال عن النساء في أماكن العمل والمدارس، ومهاجمة قصات الشعر، وغيرها من الممارسات التي تعكس تشدد وتطرف مليشيات الحوثي وعدم اختلاف أفكارها عن أفكار التطرف الداعشي والقاعدي والطالباني.