المقاومة موقف لا مواقف: عن معركة الكدحة على خط النويَّهة والذي حدث

تقارير - Tuesday 07 July 2020 الساعة 08:14 pm
نيوزيمن، كتب/ أمجد محمود:

ما زال حارس البُن يُحلق هنا لم يغادر الحقول التي روى بدمه، المقاومة موقف لا مواقف.!

كان القائد فعلاً متقدماً حين كسر الحصار عنها تعز لتتصل بالعاصمة عدن.. فتح القائد ومعه اللواء 35 مدرع، نواة الجيش الوطني، خط الضباب الذي جرى فيه الدم قبل الماء، سقط الحصار وارتفعت على الغيم تعز تكتب أول التحرير هذا القادم من الحُجرية ومعه رجال الحركة الوطنية الذين هبوا من كل قراها والوهاد والشعاب ليكتب النهار وصلاً بين مدينتين عاود الناس استنشاق الهواء وعاد لهواء المدينة الاكسجين.

لقد حاصرت مليشيا الانقلابيين تعز لتخضعها كعاصمة للمقاومين، أرادت لتعز الموت بعد إحالتها لدمار وخراب شاسع..

كانت الحُجرية واللواء في طريق الضباب يسوقون لها المدد، والقوافل..

انتصرت تعز حين عاد القائد يأخذ قسطاً من استراحة محارب.. كان شركاء المقاومة أذناب الليل يغتالون قائد الذئاب حارس البُن في وادي بُلابل..

نهضت الحُجرية لتعلن العصيان كعادتها لا تساوم.. نَصبت على الرصيف للعلم سارية..

كانت المعافر خيمة تنشد للوطن، ترفع للرئيس التحية، وتطالب بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في قضية اغتيال العميد القائد عدنان محمد الحمادي.. وما زالت إلى اللحظة بعد مرور سبعة أشهر على اغتيال القائد بانتظار نتائج التحقيق وقد طال بنا المسير بانتظار عدالة القضية أولها تعيين قائد للواء من بين مقاتليه..

كنت هناك أرقب تصاعد الحرب في أولها عندما طاشت بعيني القذيفة وأنا عائد من المدرسة لتنشطر أطراف قريتنا المتاخمة للكدحة في بلادنا النويهة عندما كانت مليشيا الحوثي تتقدم في منطقة الكدحة وتقوم بقصف المناطق السكنية للمواطنين، حيث تعرضت النويهة لمئات القذائف المختلفة ما بين هوزر، هاون، قصف مدفعي، صواريخ كاتيوشا..

بينما كانت قيادة اللواء 17 مشاه تنسحب تدريجيا وتسلم المواقع العسكرية بكل سهولة لمليشيا الحوثيين.. كادت الجبهة تسقط بيد المليشيا كانت النويهة خط المجابهة الأول في مواجهة الميلشيا..

عند تفاقم الوضع وهروب اللواء 17 مشاه من مواقعه العسكرية على تخوم الكدح، ذهبت المليشيا في تقدم مستمر حيث هب رجال الوطن الشرفاء والقائد عدنان محمد الحمادي فوجه اللواء 35 مدرع بالانتشار العسكري على الجبال المطلة على تخوم الكدحة ليعزز مواقع المقاومة التي كان أبناء النويهة وقودها والنار في وجه المليشيا الإيرانية.

استشهد منهم الكثير أولهم الشهيد عبدالجبار النويهي والقائد العقيد عبدالملك مدهش النويهي ومدير مدرسة الشعب الثائر البطل الاستاذ الذي قاد ملحمة الدفاع عن الجبهة الغربية حين كان اللواء الشمساني يرسل إلى النويهة اركان حرب لوائه العميد امين جعيش ليخيم في المدرسة وبجعبته اطنان من الرصاص كان مدير المدرسة ومعه ابناء قبيلة النويهة يقاتلون على قلب رجل واحد..

كان القائد العميد ركن عدنان محمد الحمادي الخالد فينا يُمطر وادي المعافر برشاش يخمد صوت الغازي هذا الباغي عليه يومها دارت الدوائر..

اللواء 35 مدرع يعزز جبهة الكدحة بعدد من الاطقم العسكرية والشمساني يغادر ويطالب بسبعين مليونا نقل قدم كان اشتطرها كديون..

النويهة ترفع التحيات لمقام الخالد فينا لا يساوم.. عاد عدنان والرجال يقاتلون لتندحر المليشيا إلى الخلف باتجاه العقمة هرباً من مدفعية الجيش الوطني التي انتصبت فوق جبل الروي المُطل على سوق الكدحة..

ذهبت مع أبي والصديق إلى المعافر حيث مقر اللواء 35 مدرع كانت كتائبه تقاتل الحوثيين يومها في مديرية المسراخ التي توغلت لتقطع الضباب طريق بين مدينتي تعز - عدن.

يومها حيث عاد من صنعاء ليواصل نضاله الطويل مع القضية الوطنية.. حيث كان القائد عدنان صاحب الطلقة الأولى في وجه ميليشيا الحوثيين تشهد له كل جبهات القتال، كان القائد محباً للسلم أكثر من الحرب لكنه القائد العملاق فرضت عليه فخاضها بشرف العسكرية، بالحنكة، بالبطولة، عاش عدنان وما زال يورف كما يؤكد أبي الذي علمني بالقلم كيف انقش العلم وشماً بدمي والنشيد نشيجا، قال: "سيعود يوماً فينا يمطر كسنابل قمح لا تموت".

ناهضت الحُجرية دورات الإقصاء والتغريب والتعذيب والإخفاء على مدى تاريخها المعاصر وما زالت اليوم ارضها لم تطأها قدم لرجس مليشاوي إيراني واحد.. حتى عاود محور الشر الإخواني المدعوم قطرياً محاولاته البائسة لاجتياح المعافر عبر مفرق البيرين وبوابة الحُجرية الممتدة من شمال كلائبة _معافر إلى جنوب وادي الصميتة اسفل هيجة العبد شرقاً تضم حيفان إلى غرب وادي الحناية مفرق الوازعية..

دونت أول السطر ولم أزل أكتب بحروف ملؤها المهابة، والشعور خالطني عند امتشاق السطر شعرت برهبة، وهيبة القائد عنه لي سأعود ليكتب قضية الوطن كانت وما زالت منهجي الجامعي، أول السطر أبجدي، والكشكول الأخير...