القيرعي و الحوثي.. يطبق الخُمس ويؤصل العنصرية بتسمية "أحفاد بلال"

تقارير - Tuesday 23 June 2020 الساعة 11:14 pm
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:

اليمنيون من ذوي البشرة السمراء أو من تصنفهم المنظمات كمهمشين، ويصفهم الحوثي بـ(أحفاد بلال) وضعهم الدستور اليمني في درجة واحدة مع عبدالملك الحوثي كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وهم أفضل منه بدرجات لأنه مجرد مجرم اخترق القانون والدستور، وهم مواطنون أحرار يكسبون رزقهم بعرق جبينهم، وشرف جهدهم وكفاحهم اليومي، فماذا يريد منهم صاحب الكهف؟

رفع اليمنيون أصواتهم في وجه عبدالملك الحوثي وجماعته العنصرية عندما قرأوا لائحة قانون الزكاة المتضمنة تخصيص خمس الموارد العامة لفئة الهاشميين، فلم يكن من عبدالملك كرجل لا يجيد غير العنصرية والتمييز وتكريس التفرقة بين اليمنيين إلا أن ابتكر مصطلحا جديدا لتمييز فئة من اليمنيين بمسمى (أحفاد بلال)، فماذا يريد، ومن قصد بهم، وما علاقتهم ببلال مؤذن الرسول، وما نتائج هذا التمييز؟

بلال عبد حبشي تعرض لاضطهاد قريش وتعذيبها وتمييزها وتحقيرها لكل ذي لون أسود، وبعد أن تم عتقه وأصبح مؤذنا للرسول لعذوبة صوته، لم يثبت بأي مصدر تاريخي هجرة أحد أحفاده إلى اليمن، لكن هناك شريحة واسعة من اليمنيين وضعهم الهادي الرسي مؤسس دولة الأئمة في أدنى السلم الاجتماعي، وإضافة إلى تمييز جميع اليمنيين سلبيا من قبل من يدعون أنهم بنو هاشم، وادعاء احتكار الحكم والاجتهاد وتفسير القرآن في سلالتهم، فقد تعرض المهمشون من ذوي البشرة السوداء للعبودية طوال فترات حكم الأئمة، ولم تحررهم من قبضة هؤلاء إلا ثورة 26 سبتمبر 1962 التي يصفها الحوثي بالانقلاب في كتاب الشامي الذي أصدرته الجماعة عام 2017.

فهل يريد عبدالملك أن يقول إنهم غير يمنيين مثلا؟ فيوسع دائرة التمييز السلبي ضدهم، والتي لم يتعافوا منها بعد ستة عقود من عمر الثورة اليمنية؟

جاء توقيت إطلاق هذه التسمية التمييزية في ذكرى صرخة الكراهية التي يطلقها الحوثيون منذ عقدين، لكنه هدف إلى التغطية على الضجة التي أحدثها قانون الخمس العنصري، والأسئلة الممكن طرحها هنا حول الأمر كثيرة، مثلا:

هل سيسمح عبدالملك وجماعته بتزويج مهمش من أحد أحفاد بلال حسب وصفه بهاشمية؟

لو تقدم القيرعي بطلب يد إحدى قريبات عبدالملك للزواج على سبيل المثال، هل سيقبل عبدالملك؟

هل تذكرون عملية إجبار أحد أبناء محافظة إب على تطليق زوجته الهاشمية من قبل مشرف الجماعة، وهو قبيلي يمني أصيل؟

هل تذكرون موقف من يدعون انتسابهم لعلي بن أبي طالب من محمد المؤيد خطيب جامع الإحسان، عندما زوج بنته بهزاع المسوري، وهو عضو البرلمان وخطيب الجمعة الشهير في وقت كان فيه هؤلاء ينكرون صلتهم بالحوثي وجماعته، حين كانت مجرد جماعة عنصرية محظورة لم تتمكن من السلطة بعد؟

هل المقصود تشجيع أبناء البشرة السمراء لضمهم لمسيرة الموت، بعد تراجع التحشيد للقتال في معركة الجماعة الطائفية ضد اليمنيين؟

أين هو القيرعي والحذيفي اليوم، كأبرز شخصيات ممثلة لشريحة الأحرار السود، وهل نسي هؤلاء الفضيحة التي أحدثوها للقيرعي والتشهير الذي تعرض له الرجل منهم؟

كم عدد المسؤولين من (أحفاد بلال) الذين أصدر الحوثي قرارات بتعيينهم في مناصب سلطته التي وصل إليها بقوة السلاح؟

هل تدفع الجماعة رواتب عمال النظافة من هذه الشريحة الاجتماعية المهمشة، أم أنها حولتهم إلى متسولين في الشوارع هم وأطفالهم، لولا تدخل بعض المنظمات؟

هل تشملهم الجماعة في مبدأ (الولاية) الذي تقنع به اليمنيين، تنفيذا للحديث النبوي "اسمعوا وأطيعوا وإن ولي عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة"، أم أنهم فقط مجرد ديكور ومقاتلين وعمال نظافة ولن يتغير حالهم؟

لو قاتل المهمشون مع جماعة الحوثي العنصرية، هل ستقبل بدفنهم فيما تسميه (رياض الشهداء) التي تدفن فيها قتلاها؟

هل يمكن أن تولي أحدهم حتى قيادة جبهة تضم مقاتلين من السلالة المزعومة يعملون تحت قيادته ويأتمرون بأمره؟

والسؤال الأهم: هل يجيد الحوثيون شيئاً غير تكريس العنصرية والطائفية والتمييز ضد اليمنيين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم، في ظل موت ما يسمى بالشرعية سريرياً منذ سنوات؟

متى سيتوقف الحوثي عن الكذب والافتراء والتضليل؟