شبوة على صفيح ساخن: انتفاضة قبلية ضد الإخوان والسلطة تسحب قواتها من شقرة.. ومارب تعززها

تقارير - Tuesday 16 June 2020 الساعة 09:50 pm
شبوة، نيوزيمن، محمد الحنشي:

يضيق الخناق يوماً بعد آخر على مليشيات الإخوان في محافظة شبوة جراء الأعمال الإرهابية والقتل والاعتقالات غير القانونية التي تقوم بها منذ سيطرتها على المحافظة في أغسطس من العام الماضي.

استفزت سلطات شبوة الإخوانية قبائل المحافظة وشنت الاعتقالات والمداهمات على أبناء القبائل لكسر الإرادة القبلية وفرض سلطتها على المجتمع الشبواني المعروف بانتمائه القبلي وحضور القبيلة الكبير في المحافظة لتخضع المحافظة لها لأكبر وقت ممكن، وهي التي تعرف أن حكمها للمحافظة لن يطول، خاصة وأن لا حاضنة شعبية لها.

كعادة المليشيات الإرهابية المؤدلجة دينياً تسعى إلى فرض هيبتها بالقوة وبالقتل والتنكيل فهي لا تستطع تقديم نموذج حضاري يجعل المواطن يقف إلى جانبها، حيث شنت المليشيات في شبوة هجومها على أبناء مديرية جردان لسبب أنهم خرجوا في تظاهرة سلمية تطالب بحقوقهم الخدماتية ومطالبهم السياسية.

خرج أبناء جردان في تظاهرة سلمية الخميس الماضي 11 يونيو، قابلتها السلطة المحلية التابعة لبن عديو بحملة أمنية من عدة أطقم ومدرعات من القوات الخاصة التي يقودها العميد عبدربه لعكب المتواجد وقوة أخرى في جبهة شقرة بمحافظة أبين للقتال ضمن القوات الإخوانية التي تحاول اقتحام زنجبار منذ أكثر من شهر.

حاولت الحملة الأمنية تفريق المتظاهرين بالقوة واطلقت الرصاص الحي من ما أدى إلى استشهاد المواطن محمد عبدالله بن ضباب واعتقال آخرين من المتظاهرين.

وأعلنت قبائل جردان النكف القبلي واندلعت اشتباكات بينها وبين القوات الخاصة وتمكنت القبائل من طرد القوة كما قتل خلال المعارك أركان القوات الخاصة وقائد الحملة على قبائل جردان سالم ظيفير وعبدالرحمن لعكب شقيق قائد القوات الخاصة.

القبائل الشبوانية استجابت للنكف القبلي وبدأت اجتماعا لها في مديرية نصاب حيث قامت القوات الخاصة بمحاولة اقتحام المديرية ومنع اجتماع القبائل مما أدى إلى استشهاد الشاب طلال محمد عريق برصاص هذه القوات.

قبائل نصاب انتفضت للدفاع عن نفسها وعن الشرف والكرامة القبلية وتمكنت خلال ساعات من طرد القوات الخاصة من المديرية ومحاصرة قوة محدودة داخل المجمع الحكومي في المديرية، حيث تجري سلطة بن عديو مفاوضات لإخراج جنودها المحاصرين.

لا حاضنة شعبية للإخوان بشبوة

أثبتت أحداث جردان ونصاب القريبتان من بعض أن لا حاضنة شعبية لسلطة الإخوان في المحافظة وأن انتفاضة القبائل على هذه السلطة القمعية الإرهابية مسألة وقت.

سقطت سلطة بن عديو قبل أشهر في مسقط رأسه في منطقة هدى أمام قبائل لقموش حين تمكن رجال القبائل من أسر تركي لعكب شقيق قائد القوات الخاصة للمطالبة بالإفراج عن معتقلين في سجون القوات الخاصة من أبناء القبيلة.

رفضت سلطات بن عديو التفاوض وخرجت بحملة أمنية وعسكرية كبيرة إلى منطقة هدى قبل أشهر لتحرير لعكب، لكن رجال القبائل تمكنوا من كسر الحملة لتضطر السلطة إلى تنفيذ مطالبهم بالإفراج عن جميع المعتقلين من أبناء قبيلة لقموش ومنع أي تواجد لقوات أمنية أو عسكرية في مناطق لقموش مقابل الإفراج على شقيق لعكب، وهو ما تم لاحقا وعادت حملة بن عديو تجر أذيال الهزيمة.

قبائل شبوة ترى أن هذه السلطة الإخوانية تسعى بكل قوة إلى تحويل المحافظة إلى مرتع للجماعات الإرهابية بعد أن عاد مقاتلو التنظيمات الإرهابية بعد سنوات من طردهم على أيدي قوات النخبة التي نجحت في محاربة الإرهاب.

وعانت قبائل شبوة من هذه التنظيمات أكثر من غيرها حيث سبق وأن سيطرت على مدن في المحافظات ونفذت أعمالا إرهابية استهدفت القبائل قبل دخول قوات النخبة الا ان سلطات بن عديو اعادت تلك الوجوه إلى المحافظة.

بيان حرب لسلطة بن عديو ضد القبائل

إلى ذلك أصدرت السلطة المحلية يوم الاثنين بيانا حول الأحداث في المحافظة.

ووُصف البيان بحسب مراقبين، بالصدامي مع القبائل، حيث أكدت اللجنة الأمنية في اجتماعها تواصل حملتها في نصاب وجردان.

واتهم البيان المجلس الانتقالي بالوقوق خلف هذه الأعمال في المحافظات.

وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي أحمد عمر بن فريد إنه لم يستغرب من بيان اللجنة الأمنية في محافظته، شبوة، والذي حيت فيه قتلها للأطفال والنساء.

وقال بن فريد: لم أستغرب البيان الرخيص الذي صدر عن ما تسمى باللجنة الأمنية في شبوة والذي تحيي فيه بلا خجل مليشياتها على قتل النساء والأطفال في نصاب وجردان بحجج فارغة ضد المجلس الانتقالي.

وتابع بن فريد، إن ذلك البيان يؤكد عزم هذه السلطة الإخوانية على المضي في غيها ومواجهتها لجميع أبناء شبوة إرضاء لاسيادهم في حزب الإصلاح.

كيف أربكت أحداث نصاب وجردان قوات الإخوان؟

وتسببت الانتفاضة القبلية في مديريتي جردان ونصاب بحالة من الارباك والذعر لدى السلطة الإخوانية وقواتها.

ودفعت السلطة المحلية في شبوة بقوة مشتركة من القوات الخاصة واللواء 21 ميكا للمشاركة في المواجهات في مدينة شقرة بمحافظة أبين تحت قيادة قائد القوات الخاصة بالمحافظة العميد عبدربه لعكب.

وعقب اندلاع المعارك في نصاب وجردان قامت السلطة المحلية بسحب قواتها من شقرة متخوفة من اي سقوط للمحافظة بيد رجال القبائل.

وقالت مصادر خاصة لنيوزيمن، إن القوات التابعة لمحور عتق عادت إلى شبوة يوم الاثنين تحت قيادة لعكب.

ووصلت القوة إلى عتق بحسب المصاد عصر الاثنين.

ونفى المصدر صحة للأنباء التي تحدثت عن إصابة قائد القوات الخاصة عبدربه لعكب في معارك أبين، مبينة انه وصل عتق يوم الاثنين والتقى محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو.

وعزى بن عديو في منزله قائد القوات الخاصة في مقتل شقيقه عبدالرحمن، وتوجه لعكب لاحقا إلى مسقط رأسه في بيحان حيث تتواجد أسرته وهو الذي لم يستطع حضور تشييع شقيقه الذي شيع منذ يومين.

تعزيزات للإخوان لكسر الإرادة القبلية

إلى جانب سحب السلطة الإخوانية لقواتها المشاركة في جبهات القتال في محافظة أبين، فقد وصلت تعزيزات للإخوان من محافظة مارب.

وقالت مصادر قبلية في محافظة شبوة، إن تعزيزات لعدد من الأطقم والمدرعات وصلت إلى المحافظة قادمة من محافظة مارب التي أصبحت على وشك السقوط بيد جماعة الحوثي بعد اقتراب المعارك من المدينة.

ورصد ناشطون أطقما عسكرية وصلت من محافظة مارب للمشاركة في القتال ضد القبائل المنتفضة ضد ممارسات الإخوان في المحافظة.

وقال مدير مركز الأبحاث في واشنطن السياسي الشبواني أحمد الصالح، إنه يكذب من يقول إن الحرب الدائرة في نصاب بأنها ضد المجلس الانتقالي كما زعم بيان سلطة بن عديو.

وأشار الصالح أن هذا الهجوم على المديرية الهدف منه كسر إرادة الناس وإذلالهم بعد مطالبتهم بتسليم قاتل ابنهم طلال عريق للعدالة، وهو ما رفضته العصابات الحزبية وأخفت القتلة، حسب قوله.

واختتم الصالح بقوله، مهما كانت مبرراتهم وقوتهم فإنهم يستطيعون قتل الأطفال والنساء فقط ولكنهم لن ينتصروا.