لماذا أوعزت تركيا لميليشيا الإصلاح شن الحرب ضد الجنوب؟

تقارير - Monday 15 June 2020 الساعة 11:19 pm
تعز، نيوزيمن، معتز الشوافي:

تمهيداً لتدخلها المباشر في اليمن والذي تسعى لتنفيذه، تقوم تركيا عبر أداتها في اليمن -ممثلة بحزب الإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- بالتمهيد لهذا التدخل، عبر التحرك العسكري الذي تقوم به ميليشيا الإصلاح باتجاه الجنوب بهدف السيطرة على المحافظات الجنوبية.

وتستمر ميليشيا حزب الإصلاح بالتحشيد العسكري لتعزيز قواتها في محافظتي أبين وشبوة والتي تشهد اشتباكات مسلحة بين ميليشيا حزب الإصلاح المدعومة من تركيا وقطر وبين القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي هذا السياق كشف موقع "MintPress" الأمريكي عن مؤشرات قوية لاستعداد تركيا بالتدخل العسكري في اليمن على غرار تدخله في ليبيا.

وتحدث الموقع عن تواجد ضباط وخبراء وأفراد تدريب أتراك في مدينة مأرب الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، بهدف تسهيل وصول الأسلحة التركية بما في ذلك الطائرات بدون طيار لاستخدامها من قبل حلفاء الأتراك على الأرض ”حزب الإصلاح” الذين يشاركون في أحدث جولة من القتال في المحافظات الجنوبية لليمن، خاصة في أبين وشبوة.

وأكد الموقع أن الضباط والمستشارين الأتراك يقدمون في اليمن دعماً شاملاً لمسلحي الإصلاح الذين يقاتلون ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين منذ 26 أبريل/ نيسان، حيث يعد حزب الإصلاح هو الحليف السياسي والأيديولوجي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونقل الموقع عن مصادره بأنه كان من المفترض أن تدخل مجموعة من المرتزقة السوريين البلاد الأسبوع الماضي على متن طائرة تركية تحمل "مساعدات وأدوية تتعلق بجائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن التحالف العربي بقيادة السعودية منع الطائرة من الهبوط في مطار عدن، لافتا إلى أن المخابرات التركية وحلفاءها في اليمن يعملون على استراتيجية لدخول البلاد من خلال الضغط من أجل تخفيف القيود على السفر تحت غطاء مكافحة فيروسات كورونا.

وتسعى تركيا للتدخل العسكري المباشر في اليمن في سياق توافقاتها مع إيران الهادفة لإضعاف الشرعية وتمكين الأنقلابيين الحوثيين، وإفشال دور التحالف العربي في اليمن، تمهيدا لتقاسم النفوذ في اليمن بين الدولتين، تركيا وإيران.

وتنص التفاهمات بين تركيا وإيران على أن يخضع شمال اليمن للنفوذ الإيراني بما فيها السيطرة على ميناء ميدي، بينما تسيطر تركيا على السواحل والموانئ الجنوبية والغربية لليمن بما فيها ميناء المخا الذي تعتبره تركيا ارثا تاريخيا لها باعتباره كان خاضعا للدولة العثمانية خلال احتلالها لشمال اليمن.

وتهدف تركيا من خلال تدخلها في اليمن للوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي في شبوة وتأمين استخدامه كمحور لتصدير الغاز والنفط والسيطرة على السواحل المفتوحة لبحر العرب ومضيق باب المندب لاستخدامها لاحقا كبوابة للتدخل في المنطقة، حيث إن ذلك سيتيح لتركيا دعم وتزويد قواعدها العسكرية في قطر والصومال.

كما تهدف تركيا للتدخل المباشر على الأرض في اليمن حتى تتمكن من تهديد الممرات المائية في البحر الأحمر والوصول إلى البحر الأبيض المتوسط واستهداف الملاحة الدولية، كما تسعى لأن يكون لها تواجد عسكري عبر عدد من القواعد العسكرية خاصة في الجزر اليمنية الواقعة في البحر الأحمر والمشرفة على طريق الملاحة الدولية وباب المندب، والقريبة أيضا من الجزر السودانية والمصرية، وبما يمكنها من تهديد الأمن القومي لمصر والسودان.

وفي هذا السياق حذر المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، من خطر التوافق بين جماعة الإخوان المسلمين مع إيران في اليمن، حيث قال إن اليمن أصبح خطرًا يُهدد دول الخليج جراء أفعال حزب الإصلاح وفي ظل التوافق الإخواني الإيراني الواضح، موضحا أن تمكن الإصلاح (الإخوان) من اليمن، في ظل التوافق الإخواني الايراني الواضح، يعني استجلاب العدو التركي أيضًا، ليصبح اليمن خطرًا حقيقيًا ومهددًا دائمًا لدول الخليج وخصوصًا السعودية".

وأضاف المحلل السياسي السعودي "لكم أن تتخيلوا تركيا وإيران معا على حدود المملكة الجنوبية في ظل تواجدهم في قطر وسوريا والعراق والصومال".

ويقوم ناشطو حزب الإصلاح بالتمهيد الإعلامي للتدخل العسكري التركي في اليمن من خلال الدعوات الصريحة المطالبة بتدخل تركي مباشر في اليمن على غرار التدخل التركي في ليبيا، والذي جاء بمساعدة المرتزقة السوريين والليبيين ومرتزقة جماعة الإخوان المسلمين، وبدعم وتمويل من دولة قطر.

ونشر ناشطو حزب الإصلاح على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج بعنوان (اليمن تناشد بتدخل تركيا) وهو الهاشتاج الذي غرد تحته الإعلامي الإصلاحي أنيس منصور بالقول ”واهم من يعتقد ان التحالف داعم للشرعية او مصلحته استقرار اليمن”.

وأضاف الصحفي منصور ”تركيا إذا قالت فعلت وإذا ضربت أوجعت وإذا وعدت أوفت وإذا دخلت الحرب حسمت”، مضيفا ”أتمنى أن ترتفع أصوات اليمنيين إعلاميا وسياسياً للعالم أنهم وصلوا لمرحلة لا تطاق”.

وأكد الصحفي منصور ”لا بد أن تصل رسالتنا قوية للعالم والرأي العام دوليا ومحليا فقد فاض الكيل من عبث وانحراف تحالف الشر، نرفع أقلامنا وأصواتنا مهما كانت النتيجة فالرصاص التي ما تصيب تدوش”.

وبلا شك فإن جميع المؤشرات سواء المتعلقة بالتطورات الميدانية على الأرض في جبهات القتال بين الانتقالي الجنوبي وميليشيا حزب الإصلاح، أو تلك التي تتعلق بالمواقف السياسية والإعلامية الخاصة بحزب الإصلاح تشير إلى الدور التركي الموجه لمواقف حزب الإصلاح عسكريا وسياسيا، وبما يمهد للتدخل العسكري التركي المباشر في اليمن على غرار التدخل التركي الحاصل في ليبيا.