هل نجح حزب الإصلاح بتحويل مستشفى التعاون بتعز إلى مستشفى خاص؟

تقارير - Tuesday 09 June 2020 الساعة 11:55 am
تعز، نيوزيمن، معتز الشوافي:

حزب الإصلاح الإخواني، والذي بات يمثل سلطة الأمر الواقع في تعز، يعمل جاهداً وبخطى ممنهجة ومتسارعة على تدمير القطاع الصحي في تعز، من خلال استهداف المستشفيات الحكومية لصالح دعم المستشفيات الخاصة المملوكة لقيادات في الحزب. 

وقد تركز استهداف حزب الإصلاح الإخواني خلال السنوات الماضية بشكل رئيسي على هيئة مستشفى الثورة العام، وقد بلغ به الحقد في حملة استهداف الهيئة إلى احتلالها عبر مسلحيه أكثر من مرة وإيقاف العمل في أقسامها، وصولا إلى اقتحام مكتب رئيس الهيئة والاعتداء عليه وطرده منه. 

على أن حملة الاستهداف التي تقوم بها ميليشيا حزب الإصلاح للمستشفيات الحكومية في تعز لم تتوقف عند هيئة مستشفى الثورة، بل هناك استهداف للمستشفيات الحكومية من نوع آخر، كما يحدث مع مستشفى التعاون والذي تسيطر عليه قيادات عليا في الحزب، وتكمن كارثة هذا الاستهداف -المسكوت عنه- بأن قيادات حزب الإصلاح التي تحكم قبضتها على مستشفى التعاون الحكومي قد نجحت بتحويله إلى ما يشبه ”مستشفى خاص”.

وكانت الدكتورة إيلان عبدالحق وكيل محافظة تعز للشؤون الصحية، قد كشفت في تصريحات صحفية قبل أشهر أن ”مركز العظام في مستشفى التعاون يشتغل كقطاع خاص ولا يشتغل كقطاع حكومي ولا يقدم خدمات مجانية للجرحى، كما يقوم بذلك مركز العظام الذي تم تقديمه من مركز الملك سلمان لمستشفى الثورة، وللأسف لا نسمع أي صوت عن هذا، وكأنه اختفى”.

التصريح الجريئ والمسؤول لوكيلة محافظة تعز للشؤون الصحية جعلنا نحاول جاهدين أن نكشف خفايا سياسة حزب الإصلاح الممنهجة في تحويل مستشفى التعاون إلى ما يشبه المستشفيات الخاصة، وهو المستشفى الحكومي الذي يفترض به أن يقدم خدماته المجانية للمواطنين. 

ومنذ سنوات نجح حزب الإصلاح بالسيطرة على مستشفى التعاون مع تعيين القيادي الإصلاحي الدكتور حبيب بجاش الأصبحي -والذي يعد الرجل الثاني في إصلاح تعز- مديرا عاما للمستشفى، حيث نجح بإحلال كادر إصلاحي للمستشفى بعد مضايقة من لا ينتمي للحزب والتخلص منهم، كما أن مدير المستشفى استغل نفوذ حزبه الذي يسيطر على تعز في منح كادر المستشفى أرقاما عسكرية تابعة لقيادة محور تعز. 

كما أن القيادي الإصلاحي الدكتور حبيب بجاش قد نجح بخصخصة مستشفى التعاون فعليا، حيث إن إيرادات المستشفى يتم توريدها في حساب خاص لدى بنك التضامن الإسلامي -وهو بنك أهلي- ولا تورد إلى البنك المركزي. 

خلال فترة الحرب تلقى المستشفى، التابع بشكل كامل لحزب الإصلاح، دعما سخيا من دولة قطر، وأبرز ما تم تقديمه هو محطة الأوكسجين التي تنتج 50 أسطوانة في الدورية، غير أن المستشفى ظل بعيدا عن تقديم خدماته المجانية، حيث تحول إلى ما يشبه مستشفى خاصاً، خاصة مع الدعم الذي تلقاه من قبل سلطة الأمر الواقع التي تفرغت لمحاربة هيئة مستشفى الثورة العام. 

مطلع العام 2016 اتخذت سلطة الأمر الواقع بتعز التابعة لميليشيا الإصلاح قرارا يقضي بنقل مركز العظام من هيئة مستشفى الثورة العام إلى مستشفى التعاون، على الرغم من افتقاد مستشفى التعاون للمعدات والتجهيزات اللازمة التي تؤهله لإدارة القسم والقيام بالمهام الموكلة له والتي في مقدمتها تقديم الخدمات الطبية المجانية للآلاف من المواطنين بمن فيهم الجرحى من أفراد الجيش الوطني.

قرار نقل قسم العظام كان يسعى لتحقيق عدد من الأهداف في نفس الوقت، وكان في مقدمتها محاربة وتدمير هيئة مستشفى الثورة العام، بالإضافة إلى سعي قيادات الإصلاح للاستفادة من مبلغ مالي كان يقدم كدعم شهري لقسم العظام من إحدى المنظمات الدولية، حيث إن أعضاء اللجنة الطبية آنذاك الدكتور محمد القباطي والدكتور فارس عبدالغني بالإضافة إلى عضو المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية نبيل جامل -وجميعهم قيادات في حزب الإصلاح- قد وقفوا وراء قرار عملية النقل بهدف الاستيلاء على مبلغ 780 ألف دولار ميزانية تشغيلية لقسم العظام بواقع 130 ألف دولار شهرياً لمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى 300 ألف دولار تجهيزات يعني 1,080,000 مليون وثمانين ألف دولار إجمالي قيمة الدعم.

وعلى الرغم من أن مؤامرة حزب الإصلاح قد نجحت في نقل قسم العظام من هيئة مستشفى الثورة العام إلى مستشفى التعاون، إلا أن إدارة مستشفى التعاون تفرض مبالغ مالية باهظة جدا على المستفيدين من الخدمات الطبية التي يقدمها القسم، ما جعل المرضى يلجأون إلى مستشفى الثورة للاستفادة من خدماته الطبية المجانية التي يقدمها باعتباره مستشفى الشعب ومستشفى الفقراء كما يطلق عليه الناس. 

حملات الاستهداف التي تتعرض لها هيئة مستشفى الثورة وتقف وراءها قيادات حزب الإصلاح التي تمثل سلطة الأمر الواقع بتعز استمرت مع استحداث أزمة الأوكسجين في المستشفيات، وهذه المرة تقود المؤامرة عصابة مكونة من كل من المحافظ نبيل شمسان ومدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور الإخواني راجح المليكي، ومدير المستشفى الجمهوري الدكتور نشوان الحسام. 

حيث قامت عصابة الاستهداف بالحديث عن أن مستشفى الثورة يرفض تزويد المستشفى الجمهوري باسطوانات الأوكسجين على الرغم من التزام مستشفى الثورة بتلبية الطلبات المقدمة من المستشفى الجمهوري بذلك وفقا لما أكدته وثائق رسمية صادرة عن هيئة مستشفى الثورة. 

وتأتي هذه الحملة في ظل صمت مطبق على مستشفى التعاون الذي تنتج محطته المقدمة من الهلال الأحمر القطري 50 أسطوانة في الدورية الواحدة، بينما تنتج المحطة التابعة لهيئة مستشفى الثورة والمقدمة من مركز الملك سلمان 20 أسطوانة بالدورية. 

مصادر كشفت أن محطة الأوكسجين التابعة لهيئة مستشفى الثورة تقوم بتزويد الهيئة وكذا مستشفى الجمهوري بالاحتياجات اليومية، بينما تقوم المحطة التابعة لمستشفى التعاون بتزويد المستشفيات الخاصة التابعة لحزب الإصلاح، وهذا سر الحملات التحريضية المستمرة ضد هيئة مستشفى الثورة.