السودان يعيد هيكلة الجيش لمنع عودة الإسلاميين

العالم - Sunday 08 March 2020 الساعة 08:47 pm
نيوزيمن، وكالات:

أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، أمس السبت، عن مشروع لإعادة هيكلة قوات الجيش وقوات “الدعم السريع” يراعي متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، في خطوة تهدف إلى تحييد المؤسسة العسكرية وشبه العسكرية عن التسييس وقطع الطريق على محاولات انقلابية قد يلجأ إليها الإسلاميون الذين خسروا نفوذهم بفعل الثورة الشعبية.

ولم يتطرق البرهان، في كلمته التي ألقاها أثناء حفل تخريج الدفعة الثامنة من قوات “الدعم السريع”، في الخرطوم إلى تفاصيل مشروع الهيكلة، غير أنه شدد على أن بلاده “على مشارف مرحلة جديدة بحاجة إلى وجود قوات محترفة ومتخصصة تؤدي مهامها بالطريقة التي تخدم مصالح الوطن”.

وتنطوي هذه الإشارة على رغبة في تقويض أجسام عسكرية ظهرت في عهد النظام السابق، كما تضع خطوطا حمراء أمام القوات المرجح استيعابها من الحركات المسلحة.

ويرى مراقبون أن البرهان استبق الأوضاع السياسية التي سوف يفرزها توقيع اتفاق سلام شامل ونهائي بين الحركات المسلحة والسلطة الانتقالية، ما يؤدي إلى دخول طرف جديد في إدارة المرحلة الانتقالية يتمثل في الأطراف المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية، ما يجعل المكوّن العسكري بحاجة إلى توافق مع القوى التي قد تُغّير من معادلة الحكم الحالية والتي تم اقتسامها بين قوى الحرية والتغيير المهيمنة على الحكومة، والشق العسكري في مجلس السيادة الذي يتشكل نصفه من قوى مدنية.

وتتفاوض الجبهة الثورية الممثلة للحركات المسلحة مع وفد السلطة الانتقالية في جوبا على نسب تمثيل الأقاليم في السلطات الثلاث العليا، وهي المجلس التشريعي ومجلس الوزراء ومجلس السيادة، ومتوقع أن يصل تمثيل الحركات إلى 30 في المئة من إجمالي أعضاء المجالس الثلاث.

وتعد عملية إعادة هيكلة قوات الجيش أحد المطالب الرئيسية للحركات المسلحة التي تتطلع إلى دمج عناصرها داخل الأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة، ووقعت على العديد من الاتفاقيات منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر حسن البشير لوقف العدائيات من جانبها في المناطق التي تتواجد فيها لإثبات جديتها في ترك السلاح، فيما يشكل إعلان البرهان الأخير أن هناك العديد من التوافقات جرت بين الطرفين في هذا الملف.

وتجاوزت مفاوضات جوبا الجزء الأكبر من القضايا الخلافية، وبات حلم السلام على بعد خطوات قليلة من أن يصبح أمراً واقعاَ. واستمعت وساطة جنوب السودان على مدار الأيام الثلاثة الماضية، إلى وجهات نظر أصحاب المصلحة في مسار دارفور تمهيداً للتوقيع على اتفاق نهائي حول مسار المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) هذا الأسبوع.

وتصب مسألة طرح إعادة هيكلة الجيش في صالح الجبهة الثورية التي تضم في عضويتها حركات مسلحة وقوى سياسية، وتبرهن على أن مسار السلام يسير في الطريق الذي رسمته، وانخراطها في اجتماعات لفترات طويلة مع قيادات المجلس العسكري، وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي يترأس وفد الحكومة قد بدّد الكثير من مخاوف العسكريين.

وتسعى قيادات الجيش إلى محاولة التحكم في الخيوط السياسية بعد إنجاز السلام، بما يضمن عدم ترجيح كفة أحد الأطراف، لأن الجبهة الثورية تعد جزءاً من قوى الحرية والتغيير المهيمنة حالياً على الحكومة.

وطرح نائب رئيس مجلس السيادة، حمدان دقلو، على القوى السياسية مسألة التوقيع على ميثاق شرف لحماية الديمقراطية في البلاد، بما يضمن عدم حدوث اختلالات تؤثّر على سير المرحلة الانتقالية جراء مشاركة قيادات الحركات المسلحة في السلطة، كنوع من طمأنة القوى المدنية حيال نوايا المؤسسة العسكرية.