نصب تذكاري لـ"سليماني" في لبنان يثير الجدل

العالم - Tuesday 18 February 2020 الساعة 08:30 pm
نيوزيمن، متابعات:

أثار نصب تمثال لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بلدة مارون الراس على الحدود اللبنانية، جدلاً واسعاً بين اللبنانيين.

وانتشر على مواقع التواصل فيديو يوثق لحظة إزاحة الستار من قبل حزب الله عن نصب سليماني، الذي اغتيل بضربة جوية في الثالث من يناير، في حرم مطار بغداد، ليظهر الأخير منتصباً ووراءه علم فلسطين، مشيراً بإصبعه إلى الأراضي المحتلة.

وانقسم المغردون اللبنانيون بين منتقد ومبرر لفكرة نصب تمثال للقائد الإيراني في بلدهم. البعض اعتبره "استغلالاً واضحا للقضية الفلسطينية ومحاولة عبثية تثير السخرية لتطويب قائد عسكري شارك في تهجير آلاف المدنيين في سوريا والعراق".

وفي حين شارك الفيديو عدد من مؤيدي حزب الله فضلاً عن حسابات إيرانية، انتقدت شريحة واسعة من اللبنانيين الأمر، متسائلة كيف سيكون موقف الحزب إن نصبت بلدة أخرى مثلاً نصباً لقائد عسكري أميركي أو عربي أو غيره.

كما تساءل البعض الآخر هل تنشر طهران نصباً لقائد عسكري لبناني؟

وغالباً ما ينشر حزب الله في مناطق تواجده لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى طريق المطار الوحيد في البلاد، صوراً للمرشد الإيراني، أو لقادة إيرانيين، في خطوة تثير استنكار شريحة كبيرة من اللبنانيين.

كما جدد تمثال سليماني النقاش حول صراع الهوية في لبنان، إذ يرى إعلاميون ونشطاء على تويتر أن ما أقدم عليه حزب الله يؤكد "ولاءه لإيران وينتقص من هويته الوطنية".

وينظر المتفاعلون مع وسم "لبنان أكبر من سليمانكم" إلى التمثال على أنه "تحد لمطالب المحتجين التي تجاوزت في مضمونها مسألة تغيير النظام أو إسقاطه كسلطة سياسية وانتقلت إلى المطالبات ببلورة هوية وطنية جديدة تنهي الطائفية والارتهان إلى الخارج"، على حد قولهم.

وفي هذا الإطار، تساءلت الصحافية والوزيرة السابقة في حكومة سعد الحريري، مي شدياق، بعد تعليق صورة الإمام الخميني على طريق المطار حزب الله يدشن نصبا لقاسم سليماني في الجنوب! "لماذا الإصرارعلى تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور؟"

يذكر أن لبنان يعاني من أزمة مالية غير مسبوقة طفت على السطح في أواخر العام الماضي، مع ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية وفرض المصارف إجراءات مشددة على سحب الدولار..

وبلغ الدين العام نحو 92 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وسيتوجب على لبنان الشهر المقبل تسديد سندات اليوروبوندز التي تقدر بـ1.2 مليار دولار.