مقتل مهندس نفوذ إيران يضع إخوان اليمن في حرج

تقارير - Saturday 04 January 2020 الساعة 09:45 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

استحوذ نبأ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني –مهندس نفوذ إيران في الشرق الأوسط- بضربة أميركية فجر الجمعة، في العاصمة العراقية بغداد، على اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.

وقوبل إعلان اصطياد الأفعى الإيرانية، في العراق، بارتياح ملحوظ في أوساط اليمنيين، وهو ارتياح أفصحت عنه ردودهم وتعليقاتهم، في منصات التواصل الاجتماعي، على الضربة المميتة لمحور إيران.

وعكست رود أفعال اليمنيين -من غير الإخوان والحوثيين-منسوب الإدراك للدور التخريبي الذي تلعبه إيران في اليمن، واضطلع "فيلق القدس" الذي كان يقوده سليماني، بالجزء الأبرز فيه، سواءً عبر مد الحوثي بالأسلحة المهربة، أو بإرسال خبراء عسكريين للعمل معه على الأرض.

في المقابل لم تجد ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، مكاناً ملائماً لإخفاء غضبها الهستيري، لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، إذ شكل صدمة كبيرة للجماعة تفوق تلك التي تلبستها عقب مصرع القيادي الحوثي صالح الصماد بضربة جوية للتحالف العربي في مدينة الحديدة غربي البلاد.

وعند هذه النقطة، غرد الصحافي اليمني، المؤيد لحزب المؤتمر الشعبي العام، عبدالكريم المدي قائلاً، إن "ردود افعال الحوثيين ونشطائهم تؤكد انهم منسلخون تماما عن اليمن".

وقال المدي: "المتابع لردود فعل الحوثيين قياداتهم وناشطيهم لمقتل قاسم سليماني يستنتج أن هؤلاء منسلخون تماما عن اليمن".

وأشار الصحافي المدي إلى "أنهم (الحوثيون) يقدمون أنفسهم على أنهم بالفعل من طباطبا وخرسان وقم, يرعدون ويزبدون بمفردات الانتقام من أميركا.

وخلص إلى القول: "هؤلاء مرتزقة حقيقيون لإيران وعلى الشعب أن يثور في وجوههم وتطهير البلاد منهم".

الإخوان.. غضب صامت

غير أن اللافت، خلال الساعات التالية لإعلان نبأ مقتل مهندس حروب إيران في المنطقة، كان موقف جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، إذ بدا أتباع التنظيم الدولي، أقل حماساً وتفاعلاً مع الحدث الكبير.

في هذا السياق، لم تحفل منصات التواصل الاجتماعي، في اليمن، بموقف مرحب من جانب عناصر جماعة الإخوان، إذ التزام غالبية نشطاء الجماعة الصمت الذي لا يخلو من وجع لخسارة إيران.

وبدلاً من تسجيل موقف واضح إزاء نتائج الضربة الأمريكية التي استحوذت على اهتمام العالم، واليمن جزء من هذا العالم، هرب قيادات الإخوان ونشطاؤهم، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التكهن بالتداعيات المحتملة لمقتل سليماني أو "خامنئي الخارج" كما وصفه الكاتب السياسي نبيل الصوفي.

ورغم أن تنظيم الإخوان حافظ في خطابه السياسي على "دعمه" الظاهري للتحالف العربي لمواجهة مشروع إيران في اليمن، فإن مقتل سليماني، جعله يخرج من طبيعة تنظيمه الباطني ومنهجه، وتحالفه وارتباطه مع إيران، سرعان ما جعله كل ذلك في ضفة طهران مع الحوثي.

وعلى عكس حركة "حماس" المصنفة على القائمة الدولية للجماعات الإرهابية، التي نعت صراحة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ووصفته في بيان رسمي بـ"الشهيد"، اكتفى إخوان اليمن بالتألم بصمت، لكن تعليقاتهم على تغريدات المبتهجين بمقتل سليماني لم تخل من الغضب.