تقرير أميريكي: تركيا استغلت قطر و“ثورات الربيع“ لتوسيع نفوذها بالمنطقة

العالم - Friday 20 December 2019 الساعة 09:23 pm
نيوزيمن، متابعات:

قالت مؤسسة أبحاث أمريكية، إن تركيا استغلت ما سميت بـ“ثورات الربيع العربي“، لتثبيت أقدامها في المنطقة ”كزعيم لتحالف إسلامي سني جديد“، وأنها قامت بتسريع تلك الخطوات عبر التقارب مع قطر.

ورأى معهد دول الخليج العربية، ومقره واشنطن، في تقرير نشره الخميس، أن أزمة قطر أتاحت لتركيا توسيع نفوذها في المنطقة.

وقال لقد استغلت ”أزمة قطر“ لتحقيق طموحاتها وتنفيذ خطة التوغل في قلب العالم العربي، بعد ان كانت مشكلات اقتصادية وسياسية لديها، تعيق تحقيق هذه الطموحات التي بدأت بالظهور خلال السنوات الماضية من خلال زيادة تدخلاتها في المنطقة، لافتا إلى أن بوادر المصالحة الخليجية التي ظهرت أخيرًا تثير مخاوف أنقرة كونها قد تؤدي إلى تراجع الاندفاع التركي في المنطقة.

وأكد التقرير أن الطموح التركي في المنطقة تزايد بعد أزمة قطر، مع تراجع نفوذ دول سنية بما فيها العراق وسوريا، لكنّ هذا التراجع عوضته المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى، بينما تسعى تركيا حاليًا إلى استغلال اي تراجع للدول السنية في تسريع اندفاعتها في المنطقة.

ومضى تقرير المؤسسة البحثية الأميركية قائلا: ”على الرغم من تسارع اندفاعة تركيا تجاه منطقة الشرق الأوسط خاصة العالم العربي، إلا أن حالة عدم الاستقرار السياسية والمشاكل الاقتصادية التي تشهدها إلى جانب تركيزها على قتال الأكراد في السنة الأخيرة، أدت إلى إعاقة خططها لأن تصبح نقطة الارتكاز والقوة الإقليمية الرئيسية في المنطقة“.

وأوضح أن السعودية وشركاءها الخليجيين والدول العربية لا يزالون يرون تركيا على أنها خطر متنامٍ في المنطقة، في حين ترى قطر العكس، وتعتبر تركيا شريكًا حيويًا يوفر الحماية والأمن لها.

وأشار المعهد في تقريره، إلى أن أنقرة لا تزال حتى الآن مترددة في سياستها الخارجية بشأن التوجه إلى أوروبا أو الشرق الأوسط، وذلك بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية.

ورأى التقرير أن الخلافات بين تركيا ودول الخليج ”ليست جوهرية أو أساسية“، ويمكن احتواؤها، لكنه استدرك: ”في حال نجحت تركيا في معالجة مشكلاتها السياسية والاقتصادية الداخلية واستمالة حلفاء جدد في المنطقة، من خلال الإسلاميين (جماعة الإخوان) والمليشيات في ليبيا وقطاع غزة، فإن التنافس والخلاف بين الطرفين قد يتصاعد“.

وذهب التقرير إلى القول إن ”هناك نقاط التقاء بين الجانبين، أهمها أن كلاهما ينظر إلى إيران بعين الشك، وهذا يمكن أن يوجد أرضية مشتركة بينهما“.

وعن الحديث المتداول بشأن قرب حل أزمة قطر، رأى المعهد في تقريره أن ذلك يمكن أن يوجد عقبة جديدة لاندفاع تركيا، لكن في غياب المصالحة واستمرار الأزمة، فإن تركيا ستواصل اندفاعتها، لتحقيق مزيد من الاختراقات في العالم العربي وتقوية تحالفها الاستراتيجي والأيديولوجي مع قطر.