"العاتي" قرية في تهامة كل رجالها في الجبهة تشيع خالد الذي عاد من الغربة ليقاتل الحوثة

المخا تهامة - Tuesday 11 December 2018 الساعة 01:59 pm
المخا، نيوزيمن، اسماعيل القاضي:

قرية بأكملها التحقت بقوات المقاومة في تهامة والساحل الغربي، ولا تزال إلى اليوم تقدم الشهداء، الذين انضموا بأسلحتهم الشخصية، وتستقبل القرية جثمان شهيد جديد وتواريه الثرى ليعود رفاقه من جديد إلى الجبهة.

"العاتي"، قرية وادعة ألفت الزراعة وتربية المواشي، تتبع إدارياً عزلة الجمعة التابعة لمديرية ومدينة المخا الساحلية. لكن العاتي تقع إلى الداخل أكثر جهة الشرق والسهل.

كان هنا يتمركز الحوثيون قبل أن تدحرهم قوات المقاومة وزحف التحرير، ليلتحق من بقي من رجال وشباب القرية بقوات المقاومة في تقدمها الزاحف شمالاً، بعد أن كانت قد دفعت بكثير من رجالها إلى الجبهات اليمنية من وقت مبكر.

يوم السبت استقبلت وشيعت العاتي جثمان ابنها الشهيد خالد علي قاسم، ارتقى في معركة عنيفة خاضها ورفاقه في قوات العمالقة المرابطين شرق حيس ضد مجاميع المليشيا الحوثية.

كانت واحدة من أعنف وأطوال المعارك الليلية وحتى الصباح (الجمعة- السبت)، انكسر وتكبد الحوثة خسائر كبيرة وهزيمة كبيرة.

قناص حوثي متربص عن بعد، أطلق على خالد في حيس أثناء عودته من مترسه النهار التالي على معركة ضارية والتحام هزم فيه الذين عادوا للتربص والغدر عن بعد، استشهد خالد علي قاسم وأصيب زميل له، وأعيد ابن العاتي يوم السبت 8 ديسمبر 2018 إلى مسقط رأسه ليستقر هناك للمرة الخيرة.

قبل أن ينضم إلى المقاومة كان خالد يعمل في السعودية، ومنذ شهر فقط عاد ليلتحق بمقاتلي الحوثة في اللواء 11 عمالقة بقيادة مصطفى دوبلة المرابط في حيس، بسلاحه الشخصي.

أحد رفاقه وصديقه وديع، يقول لنيوزيمن، إن خالد "كان رمزاً للشجاعة والبسالة في أرض الوغى". ويضيف "طلب مني أن أكون إلى جواره في المبرز لمضغ القات، وتبادلنا أحاديث المعركة، وقال لي يمكن تكون آخر جلسة لي معكم".

قبل أسابيع شيعت العاتي شهيدين، سبقا خالد. وعلى جبهة حيس يرابط رجال وشباب قرية تهامية دفعت بفلذات الأكباد إلى الجبهات وركب التحرير دفاعاً عن أرضهم وحريتهم وبلادهم.

مارس ويمارس الحوثة في تهامة صنوفاً من القمع والبطش والتجبر والخطف والإخفاء والقتل. وتقصف المليشيا قرى ومساكن حيس والتحيتا يوميًا بوابل من القذائف المتوحشة، وتحاصر السكان وتزرع الأرض بالألغام والعبوات القاتلة.

أبناء تهامة الأحرار الأبطال لن يعودوا إلى قراهم وبيوتهم قبل أن يطردوا اللعنة الحوثية من تهامة والساحل.. عهد خالد والشهداء جميعاً.