فاطمة الحول.. مسنة وحيدة بتر الحوثي ذراعها في تعز

المخا تهامة - Saturday 27 October 2018 الساعة 10:45 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

في كوخ شعبي صغير، بمنطقة حيفان جنوب محافظة تعز، تعيش فاطمة سالم الحول ذات الـ 65 عاما مع مواشيها التي تعد رأس المال بالنسبة لمسنة وحيدة ليس لها أقارب يعيلونها.

تقضي فاطمة يومها بشكل اعتيادي منذ سنوات طويلة في رعي أغنامها منذ الصباح وحتى المساء.

في مطلع نوفمبر من العام 2017م تعرضت فاطمة لوعكة صحية، ومع ذلك لم تمنعها من الذهاب إلى المرعى بأغنامها، بيد أن قذيفة مجرمة كانت بانتظارها في الموعد والمكان.

أصيبت فاطمة بشظايا بعد سقوط قذيفة هاون أطلقتها ميليشيا الحوثي أفقدتها ذراعها اليمنى وتسببت بنفوق مواشيها، هرع الأهالي الى مسرح الجريمة وانتشلوا العجوز المسنة غارقة في دمائها ونقلوها الى مستشفى طور الباحة القريب من المنطقة، لكن حالتها كانت متدهورة وخطيرة ما استدعى نقلها إلى أحد مشافي عدن.

تقول فاطمة لمحرر "نيوزيمن"، "إنها فقدت الوعي حينها ولم تع إلا وهي ممددة في سرير المجارحة لتفيق على صدمة أرهقتها وأبكتها وما زالت تبكيها الى اليوم".

تحكي فاطمة وجعها ودموعها تسيل على خدها بحرقة قائلة "هممت بتحريك يدي اليمنى حينها لكنها كانت مبتورة وما تبقى منها مضمد بشاش".

ظلت فاطمة أشهراً متتالية لتضميد يدها وفشلت اكثر من عملية في تجبير رجلها اليسرى التي الى اليوم لم تتمكن من الحركة بسببها، فاضطرت الى الخروج من المستشفى في عدن كونها لا تستطيع دفع التكاليف الباهظة للعلاج لتعود الى منزلها في حيفان بتعز بعد أن فشل الأطباء في علاجها لينصحوها بالسفر للخارج.

سمير عبدالله، أحد جيران فاطمة يقول لـ"نيوزيمن"، عملنا معها نحن جيرانها كل ما نستطيع وقدمنا ما يمكن تقديمه لمساعدتها وعلاجها لكن توصل الاطباء في عدن الى قناعة أنه لا يمكن جبر عظام فاطمة هنا في اليمن فهي تحتاج الى زراعة عظام وزراعة مفصل خارج الوطن".

وأضاف، "لم نستطع تحمل تكاليف سفرها وعلاجها للخارج ولا يوجد معها أحد من أقاربها، فهي في أمس الحاجة للمساعدة من الدولة أو أي منظمة خيرية تتكفل بسفرها وعلاجها بالخارج.

تقيم فاطمة في منزلها مبتورة اليد، وعاجزة عن المشي وتحتاج للسفر الى الاردن او الهند حسب نصيحة الاطباء لزرع (عظام ومفصل) لكن جيرانها يقولون ان فاطمة لم تملك قيمة أجرة السيارة لنقلها من القرية الى عدن فكيف لها ان توفر قيمة التذاكر والعلاج وما يقتضيه في رحلة علاجها.

فاطمة لم تكن الضحية الاولى ولن تكون الاخيرة لقذائف وألغام مليشيات الحوثي حيث تشير تقارير حقوقية حديثة إلى مقتل 3021 مدنيا بينهم 680 طفلا و371 امرأة، فيما وصل عدد المصابين إلى نحو 16 ألف مدني بينهم 1655 طفلا و2449 امرأة في تعز منذ اندلاع الحرب، جراء قذائف مليشيا الحوثي.