غاز الطهي.. ومسيرة البحث عن الحياة في أرض الانقلاب

المخا تهامة - Thursday 18 October 2018 الساعة 11:05 am
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

بات الحصول على أسطوانة غاز دون عناء حلماً سعيداً للعائلات التي تقطن العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية الانقلابية التي باتت تتحكم في أنفاس الناس هناك والتي تصل قيمتها لما يقارب العشرة آلاف ريال.

يقول أحمد عبده، من أبناء محافظة الحديدة، "يوم لتسليم الأسطوانة الفارغة، ويوم آخر لتسلمها معبأة وعبر طوابير طويلة، لكن من يحصل على تلك الأسطوانة لن يكون محظوظاً، لأنها لن تستمر في خدمته طويلاً، كون المليشيا صارت تجيد اللعبة وتعرف من فين تؤكل الكتف".

يشكو الكثير من الأهالي، ممن يحصلون على حصتهم عبر عقال الحارات، من نقص كبير في حجم تعبئة أسطوانة الغاز تصل إلى أقل من اثني عشر لتراً، وهذه التعبئة لن تصمد كثيراً أمام احتياجات العائلات في الطهي واحتياجاتها الأخرى، بحسب أمل الزوقري التي تحدثت لنيوزيمن.

ويضيف دبوان عبدالله، أنه مع الأزمة المتصاعدة في وقود الغاز لجأ الكثير من السكان إلى الحطب لاستخدامه في طهي الطعام.

ويتابع بالقول، "الحطب هو الآخر صار له وزن وقيمة مع تدهور العملة وارتفاع الأسعار، وأصبحت الخيارات أمام المستهلكين تضيق أكثر وأكثر".

يقول محمد صالح، إن الحطب ارتفع سعره، حيث يتراوح سعر الحزمة الواحدة للحطب من 700 ريال إلى 1000ريال.

وبحسب بائعين للحطب، فإن ارتفاع الأسعار يعود إلى زيادة الإقبال عليه بعد انعدام الغاز المنزلي.

السوق السوداء هي ملاذ آخر للأهالي في مناطق سيطرة الانقلابيين للحصول على احتياجاتهم من وقود الغاز، لكن هذا الخيار صار مكلفاً مع ارتفاع أسعار الوقود ومع انعدام السيولة النقدية للعائلات التي لا يوجد لديها مصدر ثابت للدخل.

ويشكو الكثير من الأهالي من أسطوانات الغاز التالفة التي باتت تشكل هاجساً أمامهم يؤرقهم، حيث إن عدداً كبيراً من تلك التي يتم بيعها عن طريق عقال الحارات تكون قد تجاوزت عمرها الافتراضي، أو من ذات الصناعة الرديئة تكتشف تلفها عندما توصلها إلى المنزل ورائحتها تملأ المكان جراء تسرب الغاز منها.

بالمختصر المفيد، بحسب عشرات السكان في تصريحات ل"نيوزيمن"، أصبحت الحياة تضيق أكثر وأكثر، والخناق يشتد حول الرقاب مع كل ساعة تمر دون أن تضع الحكومة الشرعية والتحالف العربي والمليشيا الانقلابية اعتباراً للمعاناة التي تتعاظم كل يوم.