باسم فضل الشعبي

باسم فضل الشعبي

الشرعية وتفتيت الدولة

Tuesday 01 May 2018 الساعة 02:35 pm

"سيتم الإعلان خلال الساعات القادمة عن ائتلاف وطني جنوبي واسع النطاق داعم للشرعية، سيحمل مسمى (الائتلاف الوطني الجنوبي).
يضم الائتلاف أسماء عدد من القيادات التاريخية الجنوبية وقيادات في الحراك الجنوبي وقيادات بارزة من المقاومة الجنوبية وقيادات أحزاب ورجال أعمال وشخصيات ووجاهات".
منقوول..

إذا صح هذا الكلام فهو النهاية الحتمية للشرعية التي تركت شعبها وذهبت لتأسيس كيانات جهوية ومناطقية لدعمها وإصباغ الشرعية عليها...هذه الخطوة تضرب فكرة الدولة الوطنية التي من المفترض أن الشرعية تمثلها وتؤسس لعصبيات جديدة في البلاد بدعم من خزينة الدولة.... لماذا تلجأ الشرعية لإنفاق الأموال لتأسيس كيانات مناطقية لدعمها بينما تترك الشعب بدون مرتبات وخدمات وهو الذي يفترض أن تستمد الدعم والشرعية منه...
خطوة كارثية تهدد المشروع الوطني الذي ناضل اليمنيون من أجله وأشعلوا الثورات وقدموا الدماء في الوصول إليه ليجدوا أنفسهم أمام قيادة فاشلة تؤسس كيانات مناطقية وتنفق الأموال على المرتزقة بحثا عن الشرعية التي لا يمكن أن تستمدها إلا من مشروع وطني حقيقي ومن شعب توفرت له كل سبل العيش الكريم.

إننا أمام خطر عظيم يقوده مجموعة من الأطفال المراهقين داخل الشرعية تساندهم قيادات حزبية بلا أفق ولا رؤية يتمثل في توظيف المال العام لدعم تأسيس كيانات وائتلافات مناطقية وجهوية في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد لإذابة كل هذه العصبيات التي تهدد كيان الدولة الوطنية تحت إطار مشروع وطني جامع ومرضي من الجميع..

قبل عدة أشهر حينما سمعت بخبر تأسيس الشرعية لمكون جنوبي.. تواصلت مع مدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي ونصحته بعدم الإقدام على هذه الخطوة لأنها تهدد فكرة الدولة الوطنية التي يفترض ان الشرعية تمثلها.. وقلت له إذا تشعروا انكم غير مقبولين في الجنوب فعليكم أن تتجهوا إلى الشعب وتعملوا على تحسين الخدمات ودفع المرتبات وتحقيق الأمن ومصارحة الناس بكل شفافية بالعقبات التي تقف أمامكم، واضمن لكم تاييدا مطلقا وتكوين حاضن اجتماعي لتحركات الحكومة الشرعية في الجنوب واخراس خصومكم... أما انكم تتركون الشعب وتتركون وظيفتكم كدولة وتذهبون لتأسيس كيانات مناطقية جهوية فانتم تعملون على تفكيك البلاد وتساهمون في ازدهار الكيانات المناطقية التي تضرب فكرة الدولة ومشروعها.. وحذرته من خطورة الإقدام على ذلك..

لكن يبدو من المنشور السابق الذي يوزعه اخواننا في الإصلاح عبر الواتس أن العليمي وربما حزبه الاصلاح هم من يقف خلف فكرة الكيان الجنوبي الجديد الذي يريدون به ضرب المجلس الانتقالي، لكنهم ومن حيث لايدرون وبغباء فظيع يضروبون فكرة الدولة الوطنية اليمنية ويعملون على تفتيتها.. وهذا يؤكد أن الشرعية في وضعها الحالي ليست سوى مجموعة عصبيات سياسية وايديولوجية ومناطقية لم تتحول بعد إلى حامل وطني لمشروع الدولة..

اللهم إني بلغت. . اللهم فاشهد.

* رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والإعلام

من صفحة الكاتب في الفيس بوك