خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

جديد ملف التسوية في اليمن.. نصف انفراجة ونصف أزمة

Tuesday 26 December 2023 الساعة 11:08 am

في جديد ملف التسوية، نحن أمام نصف انفراجة نصف أزمة، وأمام انتهازية حوثية فظة، واندفاع سعودي جاد ومحموم لإغلاق ملف وجوده في اليمن، وإصراره على الخروج الآمن.  

نصف الانفراجة: اعتقاد الرياض والمجتمع الخليجي أن توافقاً قد حدث، وترضيات تمت وتسويات قد جرت مع الحوثي، بتضحيات على رأسها القضية الجنوبية وفق اشتراطات الحوثي. 

ونصف أزمة: أن الحوثي ينسحب من الاتفاق بتصريحات مستوياته الإعلامية السياسية، وكأنه لم يكن مركز كل الحوارات طوال سنوات، وأن منصة مسقط حيث يقيم وفده، لم تكن هي الأُخرى محج كل الوفود الدوليين وزوار عواصم القرار، وإن خارطة الطريق هي منتج حوثي أكثر منه منتج لجميع أطراف الصراع المحليين. 

الحوثي يستعجل ترسيمه حاكماً أوحداً، يلغي الشرعية ويرفض الإطار الجنوبي، يتنصل ويوسع المسافة بين ما تبقى من أمتار قليلة لمهر التوقيع، قبل الاحتفال البروتوكولي الأممي بلحظة البدء بوضع آليات تنفيذ بنود الاتفاق. 

السعودية من الصعب أن تقرأ موقفها الرسمي الغاضب من الاستدارة الحوثية إلى الخلف، فهي تعتمد إدارة الأزمة عبر القنوات الخلفية، ولكن إطلالة على صحافتها تدرك حجم الانزعاج حد الصدمة، من جماعة تمتهن فجاجة التنصل من التزاماتها، تقلب الطاولة وتعيد الجميع إلى المربع صفر تفاوض، وربما صفر توقيت مواجهة. 

نائب رئيس صحيفة عكاظ، يصف الحوثي بما معناه ككيان يحاول أن يكون شبيه حزب الله في اليمن، ويحذر من احتكاره السلاح والسلطة ورفض التسوية، وهو موقف سعودي كاشف بأن عقداً جديدة قد وُضِعت في دواليب الحل، وأن قائمة مطالب حوثية غير معلن عنها، مغطاة بصخب الدفاع عن فلسطين وغزة، والدور القومي وكل هذا الهذيان الخطابي، مطالب على الرياض الرضوخ لها ثمناً لتوقيع قد لا يعني شيئاً، لجماعة لن تسلم السلاح ولن تقدم تضحيات أو حتى قليل تنازلات، كي تمضي قاطرة الحل في سكتها بسلاسة إلى الأمام، جماعة تأخذ كل شيء ولا تعطي شيئاً. 

مشكل السعودية بعد تخليها عن شركاء الحل المتوازن أو إضعافهم، ووضع كل البيض في سلة وحجر الحوثي، باتت الآن على خط تماس أمني سياسي مع بندقية إيرانية وحزب الله يمني، يضع مصالحها في مرمى نيرانه متى أراد وحيثما شاء.

* من صفحة الكاتب على إكس