أدونيس الدخيني

أدونيس الدخيني

تابعنى على

مأزق مشاورات الهدنة بين تصعيد الحوثي وأزمات الشرعية

Sunday 26 February 2023 الساعة 07:23 am

لأكثر من أربعة أشهرٍ ظلت المعارك متوقفة باستثناء مناوشات تنتهي سريعاً، رغم انتهاء هدنة ترعاها الأمم المتحدة في اليمن. 

انقضت الهدنة في أكتوبر الماضي، دون أن يتم تمديدها وتوسيع بنودها وفقاً لمقترح طرحه الوسيط الدولي إلى اليمن هانس غروند برغ.

 ولم تتوقف النقاشات حول هذا المقترح طول الأشهر الماضية، وامتد كما توحي المؤشرات إلى الملف السياسي الملغوم بالكامل.  

في الأثناء، توحي المؤشرات إلى فشل هذه المشاورات أو توقفها على الأقل. فعلى مدى اليومين الماضيين، تصاعدت حدة تصريحات ميليشيات الحوثي مُلوحةً بالحرب مجدداً بعد فشل وفدها في انتزاع تنازلات كانت تطالب بها الجماعة وأفشلت جهود تمديد الهدنة.

لوح بذلك زعيم مليشيات الحوثي وربط الدخول في مفاوضات الملف السياسي بانسحاب القوات الأجنبية، وهو يعني هنا قوات التحالف العربي، ورفع الحصار وتلبية شروط ميليشياته فيما يتعلق بالملف الإنساني، حد قوله. 

وكرر المطلب ذاته بيان تظاهرة نظمتها المليشيات الحوثي وقالت مقدمة نشرة أخبار قناة المسيرة يوم أمس إنها مرحلة جديدة من مراحل التصعيد الثورة، كما وصفت. 

وورد أيضا في تصريحات القادة الحوثيين.

لم يكن مفاجئاً وصول النقاش إلى طريق مسدود في ظل بقاء المشهد العسكري بالشكل الحالي، وهو المشهد الذي يتيح للمليشيات الحوثية التمسك بشروطها. 

قبل الحديث عن أي تسوية سياسية أو مشاورات لا بد من إعادة رسم الخارطة العسكرية، وكان ذلك متاحاً عندما ذهبت ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى استهداف الموانئ النفطية بمحافظتي حضرموت وشبوة، وتوفر المبرر للعودة إلى المعارك باعتبار ذلك الاستهداف نسفاً للمشاورات وقبل ذلك، عدم تنفيذها بنود الهدنة كرفع الحصار الذي تفرضه على مدينة تعز منذ ثماني سنوات، غير أن المجلس (الرئاسي) ذهب إلى إيقاف تصدير النفط ومنح المليشيات مكسبا تزايد به أمام الرأي العام الموالي لها، وراكم أزمات الحكومة الاقتصادية.

أكثر طرف متضررٍ من حالة اللا حرب واللا سلم وهي التي نعيشها الآن، هو مجلس القيادة الرئاسي ومعسكره، طول أمد هذه الحالة يدفع بالمجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط أكثر لإيجاد حل سياسي أيا كان شكله، وبالتالي المستفيد من ذلك هي ميليشيات الحوثي.

كل عام يمضى تتزايد الضغوط الدولية أكثر، وهذه الضغوط بالتأكيد تلعب دورا حاسما في الملف اليمني، وبالتالي يحتاج مجلس القيادة الرئاسي الآن العودة إلى الميدان بإدارة ناجحة لخوض المعارك وتحرير المحافظات وتقوية موقفه على طاولة التفاوض. 

والضغوط التي يتعرض لها في الأثناء مجلس القيادة الرئاسي هي ثمن الإدارة الفاشلة للمعارك خلال السنوات الماضية، وحان الوقت ليتحرر منها.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك