خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

سلام اليمن بين فخ شروط الحوثي والرضوخ الأممي

Wednesday 08 February 2023 الساعة 06:49 pm

جولة جديدة للمبعوث الأممي بدأها من الرياض، ووضع أقدامه الثلاثاء، في عدن، ولم تتحدد الخطوة التالية هل صنعاء أم مسقط؟

 جروندبرج -حسب مكتبه- يحمل معه مبادرة هي في نظرنا ليست جديدة وإن ادعى المكتب ذلك، فهي محاولة لإعادة تنسيق بنود سابقة ومحاولة تكييفها مع اشتراطات ومطالب الحوثي، لتحمل داخلها القدرة على التحرك والاختراق. 

رئيس الدبلوماسية الأممية لليمن، قدم مبادرته (الجديدة) مشمولة ببند سبق وأن تمسك به الحوثي، واعتبره شرطاً للانتقال لما بعده من نقاط حوار، وهو الموضوع الاقتصادي الذي قدمه هانس (الثلاثاء) بصيغة مبهمة، تحت عنوان “توسيع الإجراءات الاقتصادية والإنسانية”، أي التفاهم على اقتسام الثروات مع صنعاء، وحل مشكلة الرواتب من حصة عوائد الشرعية، وشمول المرتبات أذرعه (الحوثي) الأمنية وفرقه القتالية، وأن تكون للحوثي نسبة غالبة من الهبات والمساعدات الدولية.

هل نحن أمام خطة سلام جديدة؟

لا ليس الأمر كذلك، نحن أمام رضوخ أممي لمسودة حوثية للحل، دخول الوقود بلا إشراف أو نسب محددة لموانئ الحديدة، فتح مطار صنعاء بلا تقييده بوجهات معينة، مع منح الحوثي حق صرف الجوازات وهو من أعمال السيادة، وله دلالته الجازمة بأن الحوثي هو الآخر سلطة شرعية، وأخيراً اقتسام الموارد، ومن دون تلك الإملاءات لا سلام مستدام ولا هدنة قابلة للتجديد، ولا انخراط في مفاوضات الحل النهائي. 

“هانس“ لا يملك المعجزات، ولكنه أكثر قدرة من سابقيه على المواءمات والتقاط ومراكمة ديناميكيات الحل المتوافق عليه إقليمياً، مستفيداً في صياغة مشروعه وحركيته على مخرجات المباحثات السعودية - الحوثية المباشرة، أو تلك غير المعلنة، وكذا جولات الحوار بين طهران والرياض. 

ليس هناك جديد حل، بل هناك إعادة صياغة وتدوير لمطالب صنعاء، وتأطيرها بمبادرة سياسية، تشمل مفهوم الحوثي للتسوية والأثمان التي يجب أن تُدفع لصالحه والجهات الدافعه. 

في هذا السياق التسووي يتم تشكيل قوات موازية للقوات الجنوبية، ومن مساحة نفوذها التقليدي، وهندسة كيانات سياسية جنوبية، لإدخالها كطرف في معادلة "السياسة والقوة"، ومنازعة الانتقالي حصرية التمثيل في التسوية القادمة، المنقوص، منها فكرة استعادة الدولة الجنوبية المستقلة. 

السعودية حسمت أمر إغلاق ملف الحرب والخروج من هذا الجحيم، والتفرغ لانشغالاتها الداخليه وتحديداً الاقتصادية، وضمان أمنها الداخلي بترتيبات متفق عليها.

 ومن بين كل القوى اليمنية "الحوثي" وحده القادر على إنجاز ذلك، وللرياض إرث في التعامل مع الملكيين من موقع الحلفاء في محطات تاريخية سابقة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك