أحمد سيف حاشد

أحمد سيف حاشد

تابعنى على

تضامناً مع ملاطف الحميدي.. أنا ابن الدبَّاغ

Monday 28 November 2022 الساعة 05:53 pm

أنا لست ابن السَّماء.. أنا ابن الدبَّاغ الّذي يثور على واقعه كلّ يوم دون أن يكلَّ أو يملّ أو يستسلم لغلبة.

ابن الدبَّاغ الذي لا يستسلم لأقداره، ولا يُناخ، وإن كانت البلايا بثقل الجبال الثقال.

ابن الدباغ المجالد الذي يعترك مع ما يبتليه، ويقاوم حتى النَّزعِ الأخير.

ابن الدبَّاغ الَّذي يتمرّد على مجتمعٍ لا يزال يقدَّس مستبديه.. ويقاوم سلطة لا تستحي عندما تدّعي.

سلطة تدعي العدل، وطغيانها أكبر من محيط... تتعالى بمنخريها على الوطن الكبير.

سلطة تخصخص المواطنة، وتوزع صكوك الغفران كما تريد، وتغيّب المساواة، وتنشر الفقر كالظلام الكثيف، وتحبس الحرية في محبس من حديد.

أنا أُجرّم القتل ولا استسهله، ولا أشرب الدم ولا أسفِكه، ولكنّي متَّهم بشرب الكحول..!

أنا ابن لأبٍ لا يبيع الموت ولا يهديه، ولا يجعله مقاساً للرجولة أو معبراً للبطولة.

أبي صانع الحلوى وبائعها، يأكل من كدِّه ومن عرق الجبين.. ينشر الفرح والطعم اللذيذ، ويرفض الحرب ونشر الخرائب.

أنا ابن أبي، لم أبنِ مجداً على أكوام الجماجم، ولم أحتفِ يوما أو أفاخر باتساع المقابر، أو بطوابير النعوش الطويلة، ولم أطرب لركام الضحايا، ولم أضُخْ الكراهيَّة، وغلائلَ الحقدِ الدّفين.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك