خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

الجنوب وتحديات تخادم الجيش الشرعي والإرهابيين

Saturday 17 September 2022 الساعة 09:18 am

في ظل العجز والفساد وتداخل المصالح والتشابكات وتبادل الأدوار بين الجيش الشرعي والإرهاب، تبقى القوات الجنوبية بتماسكها وقدراتها التدريبية العالية ووحدة القيادة والموقف بين أفرادها، هي المؤهلة بمكافحة الإرهاب، وتقديم نفسها للإقليم والعالم بأنها الشريك المنتج، الذي يُعول عليها في تجفيف التطرف، وحماية أمن البلاد والمصالح الدولية. 

هذه القوات على الرغم من الحملات الإعلامية الشرسة ضدها، واتساع الجبهة السياسية المضادة لحزب شريك في الحكم، إلا أنها تمضي بخط صاعد، بواقع ما تحقق على الأرض، وقدرتها في إمساك الجغرافيا والتقدم صوب تحرير مناطق الجنوب، تاركة البؤرة الأخيرة للمجلس الرئاسي والحكومة، إما معالجة المنطقة الأولى بقرارات رئاسية، أو يبقى الخيار الأخير وهو إخراجها من منطقة الثروات ومن المدن، بالمواجهة المسلحة. 

الحكومة أشادت في اجتماعها الأخير بعملية مكافحة الإرهاب، وهي إشارة ضمنية لمباركتها لعملية "سهام الشرق"، وهذا ما يخلق المزيد من التجانس، في إنجاز مهام تأمين المناطق المحررة، وسد الشواغر وصد كل المحاولات لخلق صراعات مفتعلة، ليست وقتها الآن ولا حتى غداً، خاصة إذا تم التوافق على أن المشاريع السياسية مكانها الحوارات، وليس تراشق البيانات والتشكيك المتبادل والصراعات البينية. 

لتعزيز مصداقية الحكومة أمامها مهمتان:

دعم "سهام الشرق" بكل الإمكانات، ومواكبتها بقرارات حاسمة، تعتمد على إحداث تبدلات حقيقية على المستوى القيادي في هيكلية المؤسسة العسكرية والأمنية، بنقل القوات من رقعة احتمالية تفجير الصراع البيني، إلى حيث يجب أن تكون في مواجهة الخصم الرئيس "الحوثي". 

نحن أمام منطقة عسكرية ومحور، المنطقة الأولى عتادها وقوتها مكرسة وموجهة جنوباً، والثانية محور تعز يشاركها بنفس التوجه أي الحفاظ على جاهزية مليشاوية للتوجه أيضاً وقت الضرورة جنوباً. 

العمل بالخطوط المتوازية هو ضمانة إنجاز مهمة مكافحة الإرهاب، خط التحرير وخط القرارات السياسية، ما لم فنحن أمام إرهاب يمتلك هامش مناورة، يستطيع العودة إلى ملاذاته الرسمية الآمنة، للهروب من الحصار والضغط، ومن ثم العودة ثانية كي يضرب بدعم مادي لوجستي من تلك الملاذات. 

إنجاز تحققه القوات الجنوبية في أبين وشبوة، وحدة موقف يغطي سياسياً هذا التقدم، يبقى القرار الرئاسي ضرورة ملحة، لترتيب البيت العسكري الحكومي من الداخل. 

ثلاثة أضلاع يجب أن تكمل تجفيف الإرهاب:

سحب المنطقة الأولى

تغيير قيادات محور تعز

إغلاق معسكرات مليشيات الحشد الشعبي. 

هكذا تكون الشرعية شريكة في مكافحة الإرهاب، ومن دونها تكون أيضاً شريكة ولكن في الاتجاه المضاد، تغطية ظهر الإرهاب.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك