فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

حرب على مؤتمر صنعاء

Monday 25 July 2022 الساعة 08:30 pm

وسائل إعلام معروف أصحابها بولائهم الشديد للعصابة الحوثية، تواصل منذ أيام حملة تشويه وتحريض مقصودة، ضد المؤتمر الشعبي العام، وضد قيادته في صنعاء.. ويزعم المداهنون أن هذه الحملة لا تعبر عن موقف العصابة الحوثية، وأنها تتم بغير رضا قيادة العصابة، وهذا التفسير غير الواقعي يساق لتبرير عجز المؤتمر في صنعاء عن مواجهة الحملة، وتبرئة الذمة أمام المؤتمريين بالقول هي حملة ركيكة لا ينبغي الالتفات إليها، بينما وكيل وزارة الخارجية العزي حاول شغل بعض متابعي الحملة بخبر زيارته إلى عدن، على الرغم من استحالة ذلك، وإدراكه أن وزارة الخارجية في صنعاء لا تخرج منها إلى بير عبيد، لكن لعل الرجل ذهب للتنزه في عدن الأشلوح، وهي قرية جميلة من قرى مديرية السياني في إب، هذا إن لم تكن وجهته عدن لاعة في حجة، فوسوست له نفسه كتابة تلك التغريدة، معتقدا أنه ذكي سوف يغل الناس والدنيا.

نعود إلى ما بدأنا به، ونقول إن العصابة الحوثية التي شرعت في وقت مبكر لتنفيذ عمليات اجتثاث للمؤتمر الشعبي العام من الوظيفة العامة، ونكلت بقياداته وأعضائه في المناطق التي سيطرت عليها، لم يتوقف حقيقة بل تم تخفيف تلك العمليات لدوافع نفعية. أما بعد أن استفرغت تلك الدوافع، فقد استأنفت عمليات الاستئصال بشتى الطرق: الاعتقال، التخويف، فرض قيود على نشاطه السياسي والاجتماعي، ملاحقة قياداته بتهم مثل عدم مشاركة المؤتمريين في القتال، ولا التحشيد للجبهات.

وعلى الرغم من أن قيادة المؤتمر تجهد نفسها لإثبات مناصرتها للعصابة، والتحالف معها ضد ما يسمى "دول العدوان"، إلا أن ذلك لم يشفع لها، ولم يبرئها من تهمة موالاة الإمارات والسعودية.

إن حملة التشويه والتحريض المشار إليها، ليست مجرد تسلية، والقائمين على وسائل إعلام العصابة ووسائل الإعلام الموالية لها، ليسوا بصدد شغل أوقات الفراغ.. والموضوع جدي، هادف، مخطط له، ومقصود.. وأن يشعر المؤتمريون في صنعاء أنهم في جوف الوحش، فذلك لا يعني الاستسلام، لجماعة استئصالية، بحكم فكرها الاستبدادي المتخلف، وبحكم إيمانها بالاصطفاء، وبحكم شعورها أن الحكم لها وحدها.. فالتضحيات مطلوبة، وكل تضحية قدمها المؤتمر من قبل، لم تنقص منه، بل زادت في وزنه وفي صلابته.