سامي غالب

سامي غالب

تابعنى على

إلغاء ترخيص "النداء" واعتذار "اليدومي"

Sunday 19 June 2022 الساعة 06:00 pm

لو لم تصلني الرسالة من الأستاذ محمد اليدومي شخصيا، وبواسطة صديق عزيز هو الأستاذ عبده سالم القيادي المعروف في الإصلاح، لقلت إنها واحدة من ألاعيب نظام صالح. 

 كانت رسالة اليدومي التي نقلها عبده سالم، لي، وفي مكتبي، في منتصف مارس 2005، هي الاعتذار عن ما تعرضت له صحيفة النداء من تنكيل فور صدور العدد الأول. الاعتذار شخصيا من اليدومي مشفوعا برجاء أن يغلق الموضوع. 

كنت أحدق في ملامح عبده سالم غير مصدق ما يقول!

 العدد الأول من صحيفة النداء صدر في 13 أكتوبر 2004. في اليوم الثالث تم سحب العدد من المكتبات، ثم علمت لاحقا أن الرئيس علي عبدالله صالح أمر حسين العواضي وزير الإعلام إلغاء الترخيص، أي إعدام الصحيفة. 

كان القرار مباغتا وغير مفهوم الدوافع! 

 لا شيء يستجلب غضب السلطة إلى هذا الحد، وشخصيا قابلت مرتين الأستاذ حسين العواضي خلال الأسبوعين التاليين ولم أجد لديه سببا مقنعا.

كان محرجا وهو يجتهد بحثا عن سبب ما في العدد الأول، والحق أنه لم يقنعني لأنه غير مقتنع!  

ما أنا واثق منه الآن أنه لم يكن يعرف السبب أصلا، لكنه نفذ قرار الرئيس الذي اتصل به غاضبا طالبا منه سحب العدد من الأسواق وإلغاء الترخيص فورا، وقد اجتهد الوزير في تنفيذ الأمر "السلطاني" فورا، إذ استدعى وكيل الوزارة الأستاذ محمد شاهر ومدير الصحافة إبراهيم عبدالحبيب ومديرة الشؤون القانونية الأستاذة فتحية عبدالواسع وآخرين. بحثوا عن ما يمكن أن يصلح عذرا لغلق النداء ووجدوه؛ صدرت النداء بعد انقضاء فترة السماح بيوم واحد! طبق القانون فإن على الصحيفة أن تصدر خلال ستة شهور من صدور الترخيص والنداء صدرت بعد 6 شهور ويوم!  

كان المبرر مثار استغراب الجميع! والطريف أن الوزير ومرؤوسيه لم يكونوا مقتنعين به (قانونا لم يكن العذر موجبا لإلغاء الترخيص)، وقد ظهر ركاكة هذا المنطق أمام القضاء بعد قرابة 6 شهور، إذ جاء الحكم حاسما بعدم جواز إلغاء الترخيص وإلغاء القرار الإداري!   

صدر العدد الثاني بعد 7 شهور بقوة القانون! لكن قبل صدوره بأيام طرأ الجديد يحمله إلى مكتبي الأستاذ عبده سالم.

 وفحواه إن إلغاء ترخيص الصحيفة كان بطلب من التجمع اليمني للإصلاح استجاب له الرئيس صالح! 

قال لي عبده سالم ذلك آملا طي الصفحة. 

وقد وعدته بعدم إثارة الموضوع حاليا، وزدت بعدم إثارة الأمر لعشر سنوات على الأقل، لكن سأكتفي بالتلميح إليه في افتتاحية العدد الثاني، وقد كان.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك