وضاح العوبلي

وضاح العوبلي

تابعنى على

الانتقالي الجنوبي وقضايا الشمال

Friday 22 April 2022 الساعة 12:50 pm

الإخوة في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبون اليوم بتوسيع خططهم واستثمار وتوظيف صلاحياتهم في مد نفوذهم خارج حدود الجنوب، مهما كانت الآفاق المستقبلية المتاحة أمامهم.

شمالاً، تتطلع شريحة شعبية واسعة ممن همشتهم الأحزاب في المحافظات الشمالية، إلى أن يكون لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي دوراً محورياً في التعبير عن صوت هذه الشريحة الشعبية الشمالية. 

كما تسعى هذه القوى والشرائح بما فيها قوى قبلية ومجتمعية، إلى نسج خيوط التواصل والعلاقات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وقد أصبح اليوم شريكاً رئيسياً وفاعلاً في هرم سلطة قيادة البلاد. 

كما تأمل هذه القوى الشمالية، أن يوظف اللواء عيدروس الزبيدي صوته وصلاحياته التي أصبح يتمتع بها كعضو مجلس القيادة الرئاسي، في الإسهام وبشكل مباشر ومحوري في فرض حصته من التعيينات والمناصب في المحافظات الشمالية، مثلها مثل حصة الأحزاب الأخرى في المجلس الرئاسي، والتي تمتلك حصصاً في تعيينات ومناصب مخصصة للمحافظات الجنوبية، وهذا ما يجب على قيادة الانتقالي أن تضطلع به. 

من حق الانتقالي كطرف في هذه المعادلة، كما هو الحق لأي حزب أو مكون آخر، أن يكون له قواعده وأنصاره في الشمال، وأن يسعى لهذا بكل ما يملك، ومهما كان مستقبل شكل الدولة القادمة، ومهما كانت صيغتها، إلا أن الانتقالي مُطالب بعدم تفويت الفرصة الحالية المتاحة والتي تمنحه أفضلية نسج وتأسيس العلاقات مع القوى الشمالية التي يختارها ويروق له تكوين العلاقات معها. 

سيخطئ الانتقالي إن ظل متقوقعاً في المحافظات الجنوبية، ورافضاً لتجاوز حدودها، ومهما كان المستقبل الذي يخطط له الانتقالي، أو سيصل إليه، إلا أنه سيدرك خطأه يوماً لعدم انتباهه لهذه النقطة. 

على الانتقالي أن يخطط للعمل بما تحت الدولة وبما فوق الحزب أو المكون، وأن يستحضر عدداً من السيناريوهات المستقبلية، ويعمل للاستعداد لها وإقامة ركائزها بكل ما هو متاح أمامه من الإمكانيات والصلاحيات. 

كما أن عليه -الانتقالي- أن يتجنب تحويل صوته في المجلس إلى صوت "لحقة" أو "تابع" فيما يخص أي ترتيبات في المحافظات الشمالية، وأن يسعى لأن يكون له مرشحوه ورأيه الذي يضعه بهذا الشأن على طاولة المجلس الرئاسي.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك