صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

"سبأفون" وقصة الصراع في عدن

Sunday 30 January 2022 الساعة 08:01 am

شركة سبأفون حميد الأحمر، توزع بطائق اتصالات (شرائح) على بعض المرافق في عدن، بالمجان، الهدف ليس شراء ذمم أو التجسس على ما يدور، والعياذ بالله.

لأن هذا شيء معروف ما هو جديد. الجديد هذه المرة بأرقام مميزة.

ممكن تقولوا لنا ايه مناسبة (الشرائح المجانية) وإلا نقول نحن للناس؟

*    *   *

خلال الأشهر الماضية تحدثنا في سلسلة تقارير وفي برنامج الوجه الآخر على قناة الغد المشرق، عن خفايا نقل شركة سبأفون من صنعاء إلى عدن، وحاولنا الإجابة بأدلة على "السر وراء نقل الشركة من صنعاء، أو انقسامها بين صنعاء وعدن"، وهل سبأفون عدن، منفصلة عن سبأفون صنعاء؟

بمعنى أن حميد لم ينقل الشركة بسبب خوفه من تجسس الحوثيين على الاتصالات.

القصة كلها استثمار في استثمار، واستحواذ على عدن في قطاع الاتصالات الحيوي والهام، بدلا من أن تأتي شركة جنوبية، بعد تزايد المطالب بذلك خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت عدن مؤخراً.

 شافوا أنه في خطر من إنشاء شركة اتصالات جنوبية، لأنهم يعتبرون ذلك تهديدا لهم، وقدهم يريدوا إفشال "عدن نت" مع أن مواردها تذهب اليوم إلى جيوبهم.

قالوا: الجنوبيون يمتلكون مبررات إنشاء شركة اتصالات، خاصة وأن نقل "يمن نت" من صنعاء إلى عدن كارثة عليهم، وفضلوا أن تبقى بيد الحوثيين.

حميد الأحمر فكر وقال: أنا بنقل سبأفون عدن، وبأعلن فك ارتباط بصنعاء، قال له بن دغر.. كيف؟.

حك الأحمر لحيته، سيب الأمر علي.

قال له بن دغر: بس أنت مكروه في الجنوب، والناس ما تطيق تشوف صورتك.

قال حميد: "خل الأمر علي، لا تشيل هم، وقع لي هنا وبس".

 ووقع بن دغر وبدأ الأحمر يؤسس للشركة في عدن، بنفس الهوية والرقم والنظام وكل شيء، يعني ولا أي جديد، وحتى نفس الفرع للشركة قبل الحرب.

بن دغر اتصل على العيسي وبعض الهوامير، وسفير دولة شقيقة قال لهم: في شركة اسمها واي وأصحابها فشلوا وبايبيعوا تعالوا نشتري.

 راحوا اشتروها، بس حصلوا أن الأوراق لم تكتمل، بس هم قرروا تجاوز أي عراقيل أو مشاكل قانونية باعتبار أنهم الدولة والسلطة، بس السلحفة التي اتخذوها شعارا ترويجيا للشركة لا تزال مبطوحة على ظهرها، وشركة واي واجية بس حتى وإن اشتغلت لن تنجح، ليس لأنها مرتبطة بأشخاص قد يختلفون، ولكن لوجود مشاكل في أوراق الشركة المشتراة، واي.

 ذات مرة سألت مسؤولا محليا عن شركة سبأفون، قال لي: "قطاع الاتصال يتحكم به الحوثيون من صنعاء، والذي حصل وهو أقرب أن المستثمرين لشركة سبأفون أرادوا اقتسام الشركة، وكل واحد يشل نصيبه، لأنه لم يحدث أي تغيير، الأرقام نفسها، وشعار الشركة هو نفسه".

زرت مقر الشركة مرتين، آخر مرة سألت عن إن كانت الشركة توفر خدمة انترنت، بعد انقطاع الانترنت عن اليمن، فقال لي أحدهم: "إن سبأفون توفر انترنت لأنها تتزود عن طريق بوابة عدن نت، وليست يمن نت".

خرجت وأنا أتذكر معلومات قالها لي صديق خبير في الاتصالات والإنترنت، حين زار عدن، كان يومها خدمة عدن نت مفصولة بفعل انقطاع الكابل (كما قيل حينها)، قال: "الواضح أن عدن نت تواجه مشاكل الهدف منها إفشال الشركة".

رحنا نبحث في البنية التحتية للشركة وجدنا أنها قائمة أبراج سابقة تمتلكها وزارة الاتصالات اليمنية، قد يقول البعض إن عدن نت، حكومية؟

أيوه نعم يفترض أنها حكومية، بس هي ليست حكومية حتى الآن، بمعنى أنها لم تصبح حكومية بشكل كامل كشركة لها إدارتها، فحتى موارد الشركة لا تذهب إلى خزينة البنك المركزي، بل تذهب إلى جيوب منظومة فساد معروفة في الرئاسة.

خلال الشهر الماضي والجاري، تعرض أحد أبراج شركة عدن نت لتخريب متعمد، أجريت اتصالات بشركة عدن نت أستفسر عن سبب الانقطاعات المتكررة، أخبرني صديق أن موظفي شركة يمن موبايل، قاموا بتخريب "الماطور"، وتكرر الحادث أكثر من مرة.

صديقي أخبرني أن عدن نت تفكر في وضع برج آخر منفصل عن يمن موبايل حتى لا يتعرض مرة أخرى للتخريب، متهما شركة يمن نت باستهداف عدن نت.

طبعا هناك صراع محموم على الاتصالات والإنترنت، لأنها مشاريع استثمارية كبيرة وقوية والجميع يريد يأخذ نصيبه، بما في ذلك سفير بلد جار.

طيب ما علاقة توزيع شركة سبأفون بكل هذه؟ 

شركة سبأفون تريد تكسب بعض الأطراف خاصة بعض الشخصيات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، فلو حصل أي تنافس أو انهارت شركة عدن نت، تكون سبأفون جاهزة لشراء أملاكها كاملة، ولدى الشركة من يساعدها على تسهيل بعض الإجراءات.

يفترض أن لا تفشل عدن نت وأن تظل الشركة تعمل، ففي نهاية المطاف هي شركة ستؤول كحق وطني مكتسب من ثروات عدن والجنوب.

وبدلا من الانجرار وراء صراع الاستثمارات أن يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بتشغيل "شركة عدن موبيل"، للهاتف النقال التي هي شبه جاهزة.

وكان يفترض أن تكون جاهزة قبل سنوات من اليوم، لولا عرقلة بعض قوى النفوذ والتي أسماها لي ذات اليوم الوزير لطفي باشريف ب"حميد الأحمر وبعض قوى النفوذ الشمالية".

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك