م. مسعود أحمد زين

م. مسعود أحمد زين

تابعنى على

الجنوب وخيارات ما بعد الحرب

Saturday 29 January 2022 الساعة 09:13 am

لا يجتمع تحقيق المشاريع السياسية للأوطان بالحرب وبالاستفتاء الشعبي في ذات الوقت، إما بهذا وإما بذاك.

 اختار الإخوة في العربية اليمنية الحرب ضد الجنوب مرتين كطريق لتحقيق المشروع السياسي للوحدة في 1994 و2015، ولو فرضت عليهم الخيارات مرة أخرى في المستقبل لاختاروا نفس الطريق.

 حدث ويحدث هذا في الوقت الذي لم يبادر الجنوب إلى خيار الحرب طريقا لتحقيق الوحدة، ومنذ ربع قرن اختار الحوار ثم النضال السلمي لتحقيق أهدافه الوطنية (وحدة عادلة أو استعادة دولة الجنوب). 

واليوم وبعد سبع سنوات حرب دُفعت فيها أثمان عسكرية وبشرية وتنموية واجتماعية باهظة لا يمكن تجاهلها ولا تجاهل نتائجها على الأرض، فإن أي حلول سياسية قادمة (بما فيها استعادة دولة الجنوب) سوف تفرضها نتائج هذه الحرب وليس أي اعتبارات أخرى، ومن اختار الحرب، عليه أن يتحمل هذه النتائج.

 الاستفتاء الوحيد الملزم لأي قيادة جنوبية أمام شعبها هو الاستفتاء على شكل النظام الفيدرالي القادم للجنوب، جمهوريا أم دستوريا، والخيار في ذلك لشعب الجنوب.

 أما خيار الاستفتاء، فللتذكير، فقد جرى أول استفتاء حقيقي على الوحدة في انتخابات إبريل 1993 النيابية، إذ لم يختر المواطن في الجنوب غير الشريك الجنوبي بالوحدة (في جميع الدوائر الانتخابية جنوبا)، ولم يختر المواطن في الشمال غير الشريك الشمالي بالوحدة في جميع دوائر الشمال الانتخابية باستثناء دائرة واحدة في جبل صبر وربما أخرى في مأرب.

 بعد هذا الفرز السياسي الواضح وفي أقل من عام اختار الرئيس عفاش خيار الحرب طريقا لتحقيق الوحدة تحت عنوان "الوحدة أو الموت" 1994.

ومن يومها كانت القوة فقط هي أداة الحكم في صنعاء لاستمرار مشروع الوحدة.

 والقوة اليوم جاءت بعكس ما يرومون وعليهم تقبل هذه النتائج.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك