فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

صياد الجوائز

Friday 28 January 2022 الساعة 06:07 pm

في واحدة من أيام المؤتمر الوطني للحوار الوطني الشامل الطويل، الذي بدأ التقنين له في شهر مارس العام 2013، وانتهى دون نهاية أوائل العام 2014، قال الرئيس عبد ربه منصور هادي: حتى لو سبيتمولي، عادي.. أنا ستحمل.. والشتم، والسب، سيكون لرئيس الجمهورية.. 24 ساعة وسب لي أنا.. عادي!

ويومها كان عدد كارهيه قليلاً.. وما سبوه وما شتموه، بل عابوا عليه طريقته في إدارة الشأن العام التي لم يحسنها إلى هذه اللحظة، كما لم يحسن التحكم بمديرية الوضيع في أبين التي ولد ونشأ فيها.

اليوم، لا يوجد رئيس جمهورية، ولا ملك مملكة، يُشتم، ويُسب، ويتبهذل، ويُلعن، ، مثل ما يُشتم، ويُسب، ويتبهذل، ويلعن عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية.

والحق يقال.. الرئيس هادي، بقدرة ورغبة في تلقي الشتائم، والسبوب، والعرعرة، والبهذلة، دون أن تبدر منه دعاوى قضائية ضد القادحين.. ربما لأنه مقيم خارج اليمن، على الرغم أنه يمكنه رفع دعاوى قضائية إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة، بحكم أن القضاء في بلاده منهار مثل ما هي البلاد منهارة.

في السنوات الأخيرة بهذلت به وسائل الإخوان المسلمين اليمنيين بهذلة، يا لطيف والبهذلة! وهو صابر محتسب.

لو أن لجنة جائزة نوبل أضافت إلى مجالات السلام، الفيزياء، الكيمياء، الطب، والأدب، جائزة  للبهذلة لنالها الرئيس هادي دون حاجة لدعم مالي من قطر.

لو خصصت جائزة للبهذلة ضمن جوائز بوليتزر لنالها هادي.

لو خصصت لجنة اوسكار جائزة لأكثر رؤساء الدول الذين سخر منهم الإنس والجان، فالجائزة هي من حق الرئيس اليمني دون منازع.

لو أن مجمع اللغة العربية في القاهرة يمنح جوائز لرؤساء وملوك الدول العربية الذين يهينون اللغة العربية، نتحداه أن يمنحها لرئيس أو ملك عربي قح، غير رئيس اليمن، عبد ربه منصور هادي.

منظمة الشفافية الدولية، لو قررت منح جائزة لرؤساء وملوك العالم الأكثر فسادا، فمن سوف يستحق جائزتها؟ لا ملك ولا رئيس، سوى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وإذا رأت منظمة الهجرة الدولية ذات يوم منح جائزة في تخصص (أكثر رؤساء الدول هجرة واغترابا)، فلا مفر لها من الرئيس اليمني هادي.

أي جائزة غير مألوفة، يمكن أن تخصصها نوبل، أو غيرها، أو لم تخصص في قائمة الدول والشعوب من يوم غد، من الظلم أن لا يكون سلتها رئيس الجمهورية اليمنية هادي.

أي جائزة: جائزة راقدين هو لها.. جائزة حاقدين هو بطلها.. جائزة فاشلين، هي له حلال زلال.. أي جائزة ولو للملاعين حتى!

هنا.. هنا.. في اليمن.. لو اجتمع الشمالي والجنوبي، التهامي والجبلي، وصاحب الهضبة، وأهل الصحارى والوديان، واجتمع المجلس الانتقالي، والحراك الجنوبي، والضالعي واليافعي، مع الحوثي، والهبة الحضرمية، والمهرية، وأحزاب المشترك والجملة والمفرق، وأجمعوا على منح أرفع جوائزهم في مجال المخازي لرجل في اليمن، لقرروا كلهم، أن الرئيس هادي صاحبها، فلا تتناطح على هذا الشأن عنزتان.. إنه صياد كل هذي الجوائز.