فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

وأحمد مو قال؟

Tuesday 27 September 2022 الساعة 10:04 am

في الجوف قرية تسمى قرية الدرب، كان شيخها يدعى عبلة، تعود أهلها على الاعتقاد أنه أب الحكمة والقرار السديد، فكان إذا حزبهم أمر لا يقررون فيه برأيهم، بل ينتظرون قرار عبلة، وبهم ضرب المثل السيار: صلوا على النبي يا أهل الدرب، قال: لوما يجي عبلة.

وفي المشايخ العادل والظالم، وفيهم خادم قومه، ومنهم آكلة أموالهم، وأسوأ المشايخ الذين جهلوا (رعيتهم)، لكي تدوم سلطاتهم عليهم.. وكان مكانتهم تكبر بفعل زعم الحكومة أن الشيخ (يجيب الذئب من ذيله)، وبالتالي فكسب ولائه مفيد لها في المنشط والمكره.. وفي عهد الديمقراطية أسهمت الأحزاب في هذا، لاعتقادها أن شيخ قرية أو عزلة مواليا للحزب يعد ضمانة للحصول على أصوات الناخبين في القرية أو العزلة.. وقد أوقع مشايخ الأحزاب والحكومة في مواقف لا تحسد عليها.

في غير محافظة تبين أن المشاريع التي مولتها الحكومة عبر المشايخ لا وجود لها على الأرض، وإذا قبض الشيخ من الحزب مالاً أقل مما كان يأمله انقلب عليه، وذهبت أكثر الأصوات جهة مرشح الحزب الآخر، وكاتب هذه الكلمات خبر تجربة بهذا الشأن كان ميدانها دائرة انتخابية في مديرية القبيطة في انتخابات 1993التي ترشح فيها رجل أعمال، لكنه خسر مقعد الدائرة، لأنه أبقى يده ممدودة إلى عنقه، ولم يرسلها إلى جيب الشيخ!

المشايخ في عهد الجماعة الحوثية صار معظمهم مثل أهل الذمة، لأنهم لم يحسنوا اتخاذ القرار الصحيح من البداية، رضوا الذلة لأنفسهم، على الرغم من أن بعضا منهم يظهر في بعض المناسبات يصرخ، ويثني بقوله: هيهات منا الذلة.. وأبقت الجماعة على المشايخ المفيدين لها، واصطنعت مشايخ جددا يظهرون قدرة هائلة على الابتذال، والبذل السخي بالكرامة، وكان المؤتمر الشعبي يضم عددا من المشايخ فاجتذبت الجماعة بعضا منهم إليها، وأعادت توجيههم للنيل من حزبهم، وهؤلاء مثل البقر التي تشرب الماء المخلوط بفضلات الطعام والملح لكي (تحبر)، وشر البقر التي تعكر الماء.

ننتقل إلى السيدة قوته والشيخ العالي.. المشهور أن نساء الأرياف الأميات كن يعتبرن الشيخ صاحب سلطة مطلقة في الدنيا كلها، والشئون جميعها، ومن أطرف ما سمعنا بهذا الشأن حكاية حكاها لنا الولد عبده علي الحذيفي مؤسس ومدير منظمة ميون لحقوق الإنسان الذي قد يقرأ مقالنا هذا وهو في مدينة هارم الهولندية حيث يقيم المركز الهولندي الشرق أوسطي معرضا مشتركا مع ميون عن تجنيد الأطفال.. الحذيفي الذي يناديني يا خال، قال إن الرجال والنساء في بلدتهم حزنوا حزنا شديدا يوم أعدم الرئيس العراقي صدام حسين، وكان اليوم هنا في اليمن يوم عيد الأضحى (30 ديسمبر 2006).. وفي الحقيقة حزن كل من شاهد مشهد الزهو والأنانية حيث حضر مقتدى الصدر الحكيم والربيعي وجلبي والمالكي وغيرهم من كبار رجال الدين الشيعة أهل الحكم، للتسلي بمشهد خنق الرئيس صدام، والتشفي بقتل إنسان، وكان اختيارهم يوم عيد الأضحى اختيارا مقصودا لمضاعفة الإيلام.

قال الولد عبده الحذيفي كان من بين نساء البلدة امرأة زكية أظنه قال اسمها قوته، لما شاهدت إعدام صدام شعرت بالقهر والغيض، وبكت بكاء أم فقدت وحيدها، ثم وضعت على رأسها المقرمة وخرجت من دارها، وسارت حتى أشرفت على آخر جبل في قريتها، ثم القرية الثانية، والثالثة، تريد القرية الخامسة ظمآنة للقرار الذي سوف يقرره هناك الشيخ أحمد. ج، شيخ العزلة.. كانت تجهد في السير كالمشتكي المظلوم، فقال لها ولد إلى أين يا خاله قوته؟ قالت: أعدموا صدام حسين يوم عيد الله، شاروح أعاين أحمد، مو قال؟ شضبط الكلاب بني الكلاب بريمر والصدر وبريطانيه وامريكه أو لا؟