محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

"الغليان الصامت" في صنعاء أرعب "حوثية الإرهاب"

Wednesday 09 March 2022 الساعة 08:24 am

وصل الحال بالناس في صنعاء إلى منتهى الألم والأنين من شدة البطش والتجويع والتخويف الذي تمارسه جماعة الحوثي الإرهابية، ولم تتمكن الناس من كبح ملامح ما وصلت إليه من فقر ومجاعة ونتائج أزمات أنهكت كاهلها دون أن يلتفت أحد للوقوف إلى جوارها وإزاحة شبح الأزمات المتتالية كضربات قاتلة في الرأس تؤدي إلى الموت ولو بشكل بطيء.

لم تتوقف جماعة الحوثي الإرهابية عن التنكيل بالمجتمع ووقف فرض الجبايات والضرائب ونهب الممتلكات وفتح السجون والزنازين المظلمة والمخفية، ولم تتورع عن الاستمرار في المتاجرة بالأزمات التي تصنعها لخنق المجتمع والإمعان في إركاعه وإخضاعه، وتبرير استمرار فرض تلك الأزمات بالتحالف وبإجراءات الأمم المتحدة في تفتيش السفن قبالة ميناء الحديدة.

هذه الأيام وصلت الناس في صنعاء إلى الحد الذي بدأت فيه تنطق بالأنين وتُظهر بعض السخط وعيونها تترقب خوفاً من الاختطاف أو التنكيل، بدأت الناس على صفيح ساخن من الخوف تتكلم عن الوجع الذي وصلت إليه بسبب ما تقوم به جماعة الحوثي الإرهابية، من إجراءات لنهب الأموال والمتاجرة بالأزمات، بل وصناعتها لتستمر هذه الجماعة في حصد الأموال وجني الأرباح الهائلة.

الجوع والتعب أجبر الناس في صنعاء على أن تحاول تجربة أن تصرخ بالألم ولو بصوت "الهمس"، لا أحد في مقدوره أن يستمر يتحمل الوجع والتعب أكثر مما قد تحمله، ولا يمكن أن تستمر "الحوثية" الإرهابية في كبت وتكميم أفواه الناس.

بدأت بعض الشعارات التي تهاجم الجماعة الحوثية تظهر مكتوبة في شوارع صنعاء، هذه الشعارات التي هي انعكاس لما يحمله الناس ضد الحوثي ومطالبته بترك صنعاء ورقاب الناس وكبح آلة الترهيب والإرهاب التي يمارس من خلالها ترويع وتخويف كل من ينطق بكلمة تخالف أي إجراء أو فكرة أو تنديد بما وصل إليه الحال من جوع وفقر وإرهاب.

لأول مرة تكون صنعاء لهذه الدرجة من الغليان ضد جماعة الحوثي الإرهابية، على الرغم أن قيادات هذه الجماعة حاولت تبرير موقفها وإرجاع أسباب ما وصل إليه الناس من حالة مزرية إلى أمريكا وإسرائيل، هذا التبرير الساذج لم يعد صالحا للاستعمال، ولا يوجد من يصدقه، لقد سقط القناع وأصبحت "الحوثية" الإرهابية عارية من الحقيقة ولم تعد تنطلي أكاذيبها على الناس.

الخوف والهلع الذي ظهر في وجه "الحوثية" الإرهابية جعلها تدعو إلى مظاهرات في شوارع صنعاء والمدن التي تسيطر عليها، تريد من خلالها أن تحرف بوصلة الغليان وحقيقة ما يشعر به الناس نحو شماعة إسرائيل وأمريكا، تريد هذه الجماعة من الناس في مناطق سيطرتها أن تصدقها وتؤمن بتبريراتها الساذجة.

أطلقت "الحوثية" الإرهابية تهديداتها لكل صوت موجوع من أن يخرج أو يُسمع أنينه في الشارع، توعدت من أي مظاهرات أو وقفات احتجاجية على الوضع الذي وصلت إليه الأمور، توعدت وأخافت وأرعبت كل من يفكر فقط باتهمامها في صناعة هذه الأزمات وممارسة الفساد المهول في كل المؤسسات والوظائف والمناصب العليا.

صوت الناس المثخن بالوجع والجروح والحروب أصبح أكثر جرأة، وأصبحت الحوثية الإرهابية أكثر خوفاً وتخوفاً، هذه الجماعة الغارقة في وحل الإرهاب والفساد المهول، أصبحت تدرك أن صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها ما هي إلا مسألة وقت حتى تصل حد الانفجار والثورة.

صنعاء وغيرها من المدن التي يمارس الحوثي فيها الإرهاب تنتظر القيادة والقائد الذي يتقدم الصفوف، تنتظر الشرعية أن تتغير وتغير من سلوكها وفسادها وتقود المعركة ضد أقبح وأفظع جماعة إرهابية.

 هذا الغليان الصامت في صنعاء يحتاج القائد ويحتاج الشرعية ليتمكن من الانفجار وهدم معبد طهران في صنعاء.