محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

العالم بين تهديد الناقلة "صافر" والنووي الروسي

Wednesday 02 March 2022 الساعة 08:21 am

عندما أمر "بوتين" قواته لتأهب سلاح الردع النووي، ضجت وسائل الإعلام وخرجت التحليلات عن قرب اندلاع حرب نووية لا تبقي ولا تذر، وعلى الرغم أن التهديد بالسلاح النووي الذي أعلنه بوتين لن يتجاوز عتبة الإعلام، لأن الظروف لا تستدعي استخدام ذلك النوع من السلاح القوي.

لن يستخدم بوتين سلاحه النووي في حربه على أوكرانيا ولن يفعل ذلك، لكن هناك ما هو أخطر من سلاح بوتين النووي الذي أخاف العالم في حال استخدامه، هناك سلاح هو أقوى بكثير من حيث نتائجه الكارثية على العالم، هذا السلاح القوي الذي وقع بالصدفة بيد الجماعة الحوثية الإرهابية وتهدد به العالم، الناقلة صافر التي تحمل مخزونا هائلا من النفط، هي أقوى الأسلحة التي سوف تصيب العالم بشلل كبير.

إذا كان النووي الروسي سوف يصيب بقعة جغرافية محددة، فإن الناقلة صافر سوف تصيب العالم وسوف يتجاوز أثرها في حال انفجارها وتسرب النفط منها أي مساحة جغرافية، لأن تعطيل مرور السفن في البحر الأحمر سوف يُدخل العالم في اهتزاز اقتصادي ولو بسيطا بسبب توقف السفن التجارية عن المرور عبر مضيق باب المندب وقناة السويس المصرية.

انفجار السلاح القوي الذي يستخدمه الحوثي لابتزاز العالم سوف يكون كارثة بكل المقاييس، ومسألة الانفجار لن يتحملها الحوثي ولن يكتوي بنتائجها، لأنه لن يكون مضطراً لتوقف سفنه التجارية أو بارجاته الحربية وناقلات النفط العملاقة، هو لا يمتلك هذه القدرات ولا يعشق العيش في البحر، لقد ولد في الجبل وسوف يعود إلى الجبل عقب تفجير الناقلة صافر وترك العالم يتجرع نتائج هذا الانفجار.

يدرك الحوثي أن تفريغ مخزون النفط من الناقلة صافر دون أن يجني عوائده المقدرة بعشرات الملايين من الدولارات، هو خسارة كبيرة وفرصة لن يتم تعويضها ومورد مالي هائل دفعة واحدة سوف تمكنه من الصمود والبقاء أكثر نتيجة تلك الأموال الهائلة، من جانب آخر هو يدرك أن تفريغ الناقلة وانتهاء مفعول خطر السلاح الذي بين يديه سوف يجعله عرضة للهزيمة في الحديدة حال عاود التحالف التفكير بدخولها.

الناقلة صافر هي سلاح يضاهي النووي الروسي، لذلك يجب الاستمرار بالضغط على الجماعة الحوثية لتفريغها من مخزون النفط، ولا يجب الاستمرار في الصمت والوقت ينفد مع بداية تآكل سطح الناقلة وظهور مؤشرات على بدء تسرب النفط إلى البحر.

لن تكون اليمن وحدها هي من سيتضرر من انفجار ناقلة صافر وتسرب النفط الذي فيها، سوف يطال الضرر كل الدول المحيطة بالبحر الأحمر في المقام الأول، ومن ثم تضرر حركة التجارة العالمية التي حينها سيكون باب المندب مغلقاً بالضرورة وعدم تمكن السفن من الإبحار بسبب النفط الذي يغطي البحر.

قبل فوات الأوان يجب تغيير طريقة الأمم المتحدة في التعامل مع الجماعة الحوثية الإرهابية بخصوص صافر، وأن يكون التعامل أكثر جدية وأكثر حزماً بدلاً من التماهي والتخاذل عن اتخاذ أساليب وإجراءات أكثر ردعاً وزجراً لقيادات تلك الجماعة والسماح بتفريغ الناقلة التي يستخدمها الحوثي كتهديد للعالم بسلاح نووي يوازي التهديد النووي الروسي لأوكرانيا.