محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

لم يكونوا صالحين.. إنهم فقط "إخوان"

Monday 31 January 2022 الساعة 10:12 am

تعتقد جماعة الإخوان أن بقاءها خارج الشرعية سوف يفسد معركة التحرير والوصول إلى صنعاء، وتعمل قنواتها الإعلامية وأبواقها من الإعلاميين القابعين في فنادق تركيا أن المعركة بدون وجود الإخوان هي خسارة وهزيمة، وكأنها طيلة سبع سنوات تجترح في النصر معارك طويلة حققتها نظراً لنزاهتها وأهدافها ووطنيتها، تعتقد هذه الجماعة أن بقاءها في الشرعية هي بقاء لبقية الوطنين الذين تمسكوا بالمعركة ولم يخونوا القسم ولم يستنزفوا دماء اليمنيين خيانة وبيعاً واستهتاراً وفساداً لا يقارن في تاريخ الحروب الوطنية.

تحاول جماعة الإخوان أن تلجم اليمنيين بصوت الخوف والرعب من سقوطها من الشرعية، وأن أي تحرك ضدها هو تحرك نحو تشرذم اليمن، وعودة الانفصال، وانهيار البلد، وكأن هذه الجماعة هي من تمنع البلد من الضياع، ولم تكن هي سبب تمزق وتشرذم المعركة التي ادت إلى تمزق البلد وحضور التيه في الاتجاه نحو المسار الصحيح للمعركة الوطنية، كأنها هذه الجماعة هي من تمنع الهزيمة، ولم تكن هي سبب كل هزائم اليمنيين الجماعية والفردية.

جماعة الإخوان تنظر للوطنية في بقائها مسيطرة على الشرعية وتنظر للنصر يمشي متفاخراً بين "بيادات" قياداتها الفاسدة والصفقات المشبوهة، وتنظر للهزيمة هو في التحرك الجاد للخلاص من مسببات هذه المعركة، هذه هي جماعة الإخوان التي تنظر بعين عوراء وعلى رأسها عمامة ملوثة بالكثير من المخططات والمسارات التي تذهب بالبلد بعيداً عن أي توجهات فعلية لإنهاء المعركة وتحقيق النصر.

هي تنظر إلى القوات العسكرية سواءً أكانت جنوبية أم شمالية، لا تخضع لمخططاتها المترهلة والمايعة في وحل الهزائم والفساد، أنها قوات لا تعبّر عن جوهر الوطنية، وأنها قوات عميلة لصالح دول أجنبية، وأنها قوات انفصالية وتشطيرية، كل شيء لا ينسجم مع توجه هذه الجماعة تعتبره مارقاً موصوماً بالخيانة والعمالة، وكأنها –أي جماعة الإخوان- هي الوحيدة حاملة المشروع الوطني، وما سواها عملاء وانفصاليون، أي منطق هذا الذي تتخندق وراءه هذه الجماعة المحكومة بأجندة الفساد والخيانة طيلة سنوات الحرب وما قبلها.

الإخوان لا يمكن لها أن تصبح جماعة وطنية تقود المعركة بعد سنوات من التجربة المريرة كان ضحيتها بلد وشعب وتاريخ، هذه الجماعة لا يمكن لها أن تكون على رأس مشروع وطني يسعى لتحقيق الانتصار واستعادة صنعاء والدولة، ولا يمكن لها في نفس الوقت أن تستغبي الناس وتضحك على اليمنيين، لقد انكشفت وبان خبرها المأساوي الملطخ بالعار والفساد.

رأينا في القوات التي تعتبرها جماعة الإخوان أنها قوات لا تخضع للقانون ولا تخضع للشرعية، رأيناها وهي تحمل المشروع الوطني وتصنع الانتصار، رأينا الإمارات التي تهاجمها هذه الجماعة، كيف أدارت المعركة ونفذت خطط النصر وقادت القوات إلى مناطق طالما كانت جماعة الإخوان تتاجر بها وتستخدمها كوسيلة للضغط والمناورات السياسية وخاصة في شبوة، رأينا قوات العمالقة وهي تتقدم إلى ما بعد شبوة، وفي نفس الوقت شاهدنا الإخوان وهم يطعنون في شرف النصر ودماء العمالقة ونخوة الإمارات.

مهما تكن المعركة وعلى أي مستوى وفي أي اتجاه، سواءً كانت المعركة عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، لا يمكن أن تحقق هدفها الوطني وجماعة الإخوان لا تزال مسيطرة على الشرعية وعلى القرار، لا يمكن ان تكون هناك معركة في ظل بقاء عوامل الهزيمة والفساد تستخدم الأساليب لبناء العوائق وكبح كل ما يؤدي إلى إزالة تلك العوامل وإزاحة الهزائم عن كاهل الانتظار الطويل في عيون الشعب.

للانتصار لا بد من إزاحة الإخوان وقبل ذلك إزاحة "دينامو" الجماعة المتجسد في صورة وهيئة وأفكار وأسلوب وشخصية الجنرال الأحمر علي محسن، نائب الرئيس ورئيس الإخوان المعتق.