محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

النصر في بلاد "الزوكا".. فرحة في صنعاء

Tuesday 11 January 2022 الساعة 08:10 pm

انتصرت شبوة، وأعادت "نخيط" الحوثي وعنجهيته في صورة الهارب الشارد خوفاً من الموت الذي طالما تشدق بتحديه ومواجهته، تجرع الحوثي هزيمة لا تشبه غيرها، انتصرت شبوة واستراح الأمين الزوكا في مرقده الأبدي.

بلاد الأمين الزوكا وهي تعانق النصر وتمضي قُدماً صوب استعادة هدوئها وعراقتها وثقافتها، تمضي صوب استعادة مجد شبواني وعراقة لا نظير لها بين قبائل اليمن، نخوة وكرامة، رجولة واستبسال، النصر الذي صنعته بلاد الزوكا لا يشبه غيره، له رونقه الخاص وله أبجدياته الأولى في تعلّم التضحية ودراسة المجد في المواقف والرجولة.

اليوم بلاد الزوكا تُعيد للمعركة مسارها الصحيح، ويستعيد الناس بكل إباء تضحيات الأمين النقي بدمه، الخالد بمواقفه، الوفي بصداقاته، يستعيد الناس بشهامة وكبرياء سيرة الأمين عارف الزوكا، وهو يدفع دمه ثمناً لمواقف الرجولة والبطولة والإخلاص لمسيرة الدفاع عن المبادئ ومواجهة عملاء إيران وقنافذها الصغار الذين يسيطرون على صنعاء.

مع كل تقدم لأبطال العمالقة في شبوة، تستبشر الفرحة في وجوه الناس، وتغني قلوبهم نشيد الوطن والتضحية، ويرتفع لديهم منسوب الأمل أن الخلاص قادم إلى صنعاء لا محالة، والمسألة فقط وقت ترتب أوراقها وتصدح بصوت التحرير من براثين إيران وإعلان انبلاج فجر جديد وسط صنعاء، مع كل شبر تحرره ألوية العمالقة في شبوة تبتهج صنعاء وتتهامس أفواه الناس بتمتمة ابتهاج وقلوبهم تلهج بالدعاء للأبطال بالنصر ومواصلة التقدم في المعركة.

لا أتصور أن هناك فرحة توازي تلك التي دخلت قلوب أبناء صنعاء وساكنيها، وهم يشاهدون انهيار الحوثي في شبوة، تلك الصورة المنهارة أكدت للناس القدرة على مواجهة هذه الجماعة المتطرفة، فقط بحاجة إلى ترتيب وتوافق وإزالة كل مسببات تعيق من دحر هذه الجماعة الخبيثة الطارئة على اليمنيين، ليس هناك فرحة تشبه تلك الموجودة في صنعاء وهي تشاهد بلاد الزوكا تنتصر مرة أخرى وتمنح البلاد مجداً جديداً ودرساً قوياً في النصر.

لأن دم الزوكا منح صنعاء عهداً لا يمكن لها أن تتنصل منه بالوفاء لما استشهد عليه، ولأن جسد الزوكا منح شبوة وثيقة عهد لا تستطيع أن تتنصل منها بأن لا يدنسها "حوثي"، كان دمه وجسده عهداً تمكنت شبوة من الوفاء له، وتبقى على صنعاء أن تفي بالعهد، وهي كذلك لا تزال على العهد، وما الفرحة التي طغت على وجوه الناس بانتصار شبوة إلا دليل على تمسكها بالعهد وإنها لمنتظرة الفرصة والوقت للوفاء لدمه الزكي الذي سكبه في صنعاء في قيامة ديسمبر 2017م. 

نومك الأبدي يا عارف الزوكا لم يمنع من أن تكون شبوة على ناصية النصر والتضحية، وبادئة المجد والتفاني بالقيم والمبادئ، أنت وحدك كنت شبوة بكل قيمها ومبادئها، واليوم شبوة تبعث تلك المبادئ وتنتصر، تنتصر لا لشيء وإنما لأنها ترفض الطغيان والظلم والكهنوت.

شكراً يا بلاد الزوكا على الانتصار وفرحة أمل رُسمت في وجه صنعاء..

شكراً لألوية العمالقة. 

سلام على الشهداء.. سلام على الجرحى.. سلام على الأمين الزوكا.